الأماكن الدينية في مدينة نيشابور
تقع نيشابور على بعد 768 كيلومتر من طهران وفي سهل ٍ مستو تمتد مرتفعات بينالود من شماله ومرتفعات أخرى من جنوبه الغربي. والمناخ معتدل في المنطقة السهلية ويميل للبرودة كلما تتجه نحو المرتفعات.
وقد فتحها المسلمون عام 31 هـ وكانت واحدة من المدن الأربعة الكبرى في اقليم خراسان خلال العهود الإسلامية وقد وصفت بـ (أم البلاد) لوسعتها، وقد ذاع صيتها وحملت بعض المسكوكات النقدية اسمها في الخلافة الأموية والعباسية. وكانت من المدن المهمة خلال العهد الغزنوي والعهد السلجوقي.
ودمرت نيشابور عن آخرها من جراء الغزو المغولي عليها عام 618هـ وانظمت الى ممتلكات حركة المقاومة المعروفة بـ (سربداران) في أواخر عهد الحكام المغول.
تقع مدينة نيشابور على طريق الحرير وتعتبر من مراكز الحضارة والفن في خراسان خلال عهود متتالية وقد أنجبت كثيراً من الشعراء والمفكرين والعلماء.
وأول ما يقصد الزائرون الموضع المبارك لقدم الإمام الرضا (ع) في نيشابور والذي يسمى بـ(قدم كاه) وهو المكان الذي نزل فيه الإمام للصلاة ومن العين الذي شرب وتوضأ منها الإمام والتي لازالت ببركته رقراقة الماء يتبركون.
نيشابور مدينة الولاء لأهل البيت (ع) وفيها توقف الإمام الثامن (ع) ليلتقي بأهلها ويدعو لهم بسعة الرزق والخيرات وفيها قال (السلسلة الذهبية) وهو حديث رواه عن آباءه الطاهرين الى رسول الله (ص).
وقد رواه أبو الصلت الهروي (رض) حيث طلب منه أهالي نيشابور أن يقول لهم حديثا ً عن آباءه فقال: عن أبي موسى بن جعفر عن والده جعفر بن محمد عن والده محمد بن علي عن والده علي بن الحسين عن والده الحسين بن علي عن أمير المؤمنين(ع) عن رسول الله(ص)، قال: (إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي، عبادي فاعبدوني وليعلم من لقيني منكم بشهادة أن لا إله إلا الله مخلصا ً بها فإنه دخل حصني ومَن دخل حصني أمن عذابي. قالوا يابن رسول الله ما إخلاص الشهادة؟
قال: طاعة الله ورسوله وولاية أهل بيته).
ومن أهم الأماكن السياحية في نيشابور يمكن الاشارة الى: قدمكاه، مرقد السيد المحروق، مرقد السيد ابراهيم، مرقد سيدة نيشابور الصالحة (شطيطة)، مرقد فضل بن شاذان، منتزه قبرالعطار وكمال الملك، منتزه قبر الخيام، القرية الخشبية، كاروانسراي فخر داوود.
وهذا عرض مبسط للأماكن الدينية في مدينة نيشابور:
1 ـ قدم كاه:
الموضع المبارك لقدم الإمام الرضا(ع) وهو بناء معماري فريد وجميل من نوعه يعود للقرن الحادي عشر الهجري ومظهره الخارجي مكون من إيوانات ثمانية الشكل ومظهرها الخارجي مكون من طبقتين مزينة بالكاشي وضعت على شكل لبنات ذات ألوانٍ سبعة مجصصة.
ومن الكتابة الموجودة عليه نستطيع تأريخ البناء بأنه بني بأمر من الملك سليمان في عام 1091هـ، وأصل تسميته بموضع قدم الإمام وجود قطعة سوداء من الحجر وعليها أثر لقدمين نسبتا أنهما للإمام الرضا(ع).
2 ـ مرقد السيد محمد المحروق:
يتميز هذا البناء بقبته التي بنيت بالكاشي الأزرق وويق وسط مساحة جميلة من الأشجار، ويعتبر هذا البناء من الأبنية الجميلة التي بنيت في القرن العاشر الهجري، ويقع أسفل القبة قبر السيد محمد المحروق، وتعود الكتابات على المساحات الكاشية والصندوق البارز وباب المقام لزمن الملك (طهماسب) – بداية القرن العاشر الهجري – أما الأحجار فهي من عهد الملك السلطان حسين الصفوي - 1119هـ - والكاشي المحيط بالجدار منذ زمان الملك نادر أفشار (1145هـ) وقد رممت الجمعية الوطنية للآثار الإيرانية أجزاء الكاشي وبعض النواحي التي تلفت.
وفي منطقة الضريح يوجد أيضا ً أحد أولاد الإمام موسى بن جعفر(ع)، لكن لم يعرف مَن هو فوضعت له الجمعية الوطنية للآثار الإيرانية رقما ً هو 302 كعلامة ٍ له.
3 ـ مرقد السيد ابراهيم:
وهو من سلالة الإمام موسى الكاظم(ع) وقبره يقع غرب قبر السيد محمد المحروق، وضريحه أصغر بقليل من القبر الثاني وفوق ضريحه قبة صغيرة، ويحيط بالحرم تماماً كما يحيط بحرم السيد المحروق أحجار الكاشي على شكل سداسي والمظهر الخارجي للقبر الكبير بني بالآجر والجبس، وأما المظهر الداخلي للبقعة بسيط جداً وخالي من أي شيء.