نبذة عن منظمة الطاقة الذرية لايران
تعود الرغبة الاولى في تطوير التقنية النووية في ايران، الى ما يقارب النصف قرن من الزمن. والدليل الاساسي لتجلي هذه الرغبة، يکمن في النجاحات المدهشة التي حققتها البلدان الصناعية، بالاعتماد على الاستخدام الناجح لهذه التقنية، حيث کان اقتناء التقنية النووية في تلک الحقبة، يعني الانخراط في مسار التقدم والتصنيع. ففي منتصف عقد الخمسينيات من القرن العشرين، اقدمت جامعة طهران على شراء بعض المعدات والاجهزة المتصلة بالانشطة التعليمية والابحاث في مجال الذرة. وبعد ذلک بعام واحد، تم تأسيس المرکز الذري التابع لجامعة طهران. وبتدشين وتشغيل مفاعل طهران الذري، بقوة 5 ميغا واط في عام 1967 فقد وضع الحجر الاساس للعلوم والتقنية الذرية في ايران.
وفي عام 1974 تم تأسيس منظمة الطاقة الذرية لايران وقد الحق المرکز النووي لجامعة طهران بالمنظمة، واسندت مهمة تطوير التقنية النووية، خاصة فيما يتعلق بانتاج الکهرباء عبر محطات ذرية، الىمنظمة الطاقة الذرية. وقد جاء في المادة الاولى من القانون التأسيسي لمنظمة الطاقة الذرية الصادر في شهر يوليو من العام 1974، أن السبب الرئيسي لتأسيس هذه المنظمة، هو «الاستفادة من الاشعة والطاقة الذرية في الصناعة والزراعة وتأسيس المحطات النووية لانتاج الکهرباء ومصانع تحليةْ المياه المالحة، وکذلک انتاج المواد الاولية اللازمة للصناعات النووية، وانشاء بنية تحتية علمية وتقنية لرفد المشاريع ذات الصلة، وتکوين نظام تنسيق ومراقبة لکل ما يتصل بالطاقة الذرية من انشطة على مستوى البلاد عامة». وتبين المادة الثالثة من القانون، مهام منظمة الطاقة الذرية لايران.
في السنوات الباقية على انتصار الثورة الاسلامية في ايران (وهي 4 سنوات، مابين تأسيس منظمة الطاقة الذرية وانتصار الثورة الاسلامية)، کانت المنظمة تسعى لتحقيق الهدف المرسوم لها وهو انتاج 23000 ميغاواط بواسطة اقامة محطات انتاج کهرباء ذرية. وعليه فقد ابرمت المنظمة مجموعة من العقود، لانشاء محطات ذريةْ لانتاج الکهرباء، وکذلک لتأمين الوقود النووي اللازم لهذه المحطات. وقد کان لهذه العقود ومتابعتها، الاثر الابرز في تطور المنظمة بشکل سريع. في نفس الوقت فإن الدعم العلمي والتقني من الدول المتقدمة في المجالات النووية، بدأ في التوجه نحو المنظمة، منذ تأسيسها.
بعدانتصار الثورة الاسلامية (في فبراير 1979)، ونظرا للتطورات المتلاحقة وما افرزته الثورة من تغييرات لا يخلو بعضها من احتکاکات ومشاحنات، بدأت موجة من الدعاية السلبية وتسميم الاجواء ضد البرنامج الذري لايران، شارکت فيه عناصر من خارج ايران، وبعضها من داخل ايضا. وکانت النتيجة، توقف انشطة المنظمة حتى ربيع 1982، حيث لم يتخذ أي اجراء، سواء في مجالات التخطيط أو التنفيذ، أو حتى المتابعة لما کان قيد التنفيذ، قبل انتصار الثورة الاسلامية، تحت اشراف مباشر لرئاسة الوزراء. أما بعد الثورة فقد اصبحت منظمة الطاقة الذرية، احدىمعاونيات وزارة الطاقة. وفي اجتماع لمجلس الوزراء، انعقد في مارس 1982، اعتمد المجلس، منظمة الطاقة الذرية لايران، بصفتها منظمة مستقلة، کي تمارس عملها وتودي مهامة کموسسة مستقلة. وبذلک تمکن واضعو السياسات العامة للبلاد من اجتياز تحديات الايام الاولى لانتصار الثورة وقرروا المضى قدما في ربط ايران بمسار التقنية الذرية، المنطلق الى الامام.
ورغم اجتيازمنظمة الطاقة الذرية لايران، مراحل متنوعة من حيث العمل الموسساتي و متابعة الاهداف الرئيسية المرسومة لها، منذ قيامها، الا أن «الاستخدام السلمي للذرة» بقى طيلة الفترة، هدفا رئيسيا ومحورا اساسيا لکل الانشطة في کل الحقب.
لقد عملت منظمة الطاقة الذرية لايران، طيلة الاعوام الماضية، على تطوير العلوم والتقنيات الذرية داخل البلاد، معتمدة على الذات، فاصبح لديها العديد من الموسسات والمراکز المنتشرة على عرض البلاد وطولها. وقد ادى هذا العمل الدووب الى قيام العديد من الشرکات الهندسية والتخصصية في مختلف المجالات المتصلة بعمل منظمة الطاقة الذرية، کما تم تأسيس مراکز ابحاث للعلوم والتقنيات النووية، بهدف مزيد من التطوير والتوسع في الانشطة والابحاث في مجال التقنية النووية.
لقد شهدت المنظمه ستة روساء توالوا على قيادتها، منذ قيامها.
أما عن الانشطة التي تقوم بها منظمة الطاقة الذرية لايران، في الوقت الراهن، فهي کالتالي:
- تخطيط وانشاء وتشغيل محطات انتاج الکهرباء النووية.
- دورة الوقود النووي.
- انشاء وتشغيل مفاعلات الابحاث النووية الانشطارية والانصهارية.
- اجراء الابحاث في مجال تطوير استخدام الاشعاعات الذرية في مجالات الصناعة والزراعة والطب.
- مراقبة وتوفير الامان (السلامة) للانشطة الذرية للبلاد، عبر مرکز الامان والسلامة الذرية.
بامکان المتابع أن يرصد المعلومات التفصيلية حول أي من هذه الانشطة على صفحات هذا الموقع المخصصة لکل قسم من اقسامه المتعددة.
کلمة اخيرة
تشکل الطاقة في زمننا هذا، جزءا لايتجزأ من حياة المجتمعات الانسانية المتقدمة والصناعية. ويعتبر تمکن أي بلد من انتاج الطاقة وطريقة استخدامها، واحدا من اهم المقاييس التي تحدد مدى تقدم ذلک البلد. وعليه فإن الحصول علىمصادر الطاقة بتکلفة قليلة واقل الاضرار الناجمة عن تلوث البيئة، يشکل هدفا استراتيجيا لکل بلد من بلدان العالم. وعلى هذا الاساس فإن الطاقة الکهربائية تمتاز على ساير مصادر الطاقة بنقائها وسهولة استخدامها وامکانية تحويلها الى مصادر طاقة اخرى. وإن من بين اساليب انتاج الکهرباء بصورة سلمية ومستقرة، اسلوب انتاج الکهرباء بواسطة المحطات الذرية.
إن الجمهورية الاسلامية الايرانية، باعتبار مرکزها الريادي بين الدول النامية، إذ تستند الى اسباب متعددة، منها برنامج تطوير انتاج الطاقة والحصول على التقنيات المتقدمة وتنويع مصادر انتاج الطاقة وتوفير الامان والسلامة لمصادر الطاقة، وانتاج طاقة نقية، والاخذ في الاعتبار للدواعي البيئية وضرورة المحافظة عليها، والاستفادة من الامتيازات التقنية والاقتصادية، ترى أن تطوير المحطات الذرية، ضرورة لامحيد عنها في برنامجها طويل الامد، لتأمين مصادر الطاقة. يضاف الى ذلک، فإن القانون الخاص باستخدام المحطات النووية، حدد هدفا بعيد المدىلمنظمة الطاقة الذرية لايران وکلفها بالعمل على تحقيق هذا الهدف. وانطلاقا من هذه المهمة، تعمل المنظمة، ضمن برامج بعيدة المدى على تطوير دورة الوقود النووي ومواصلة الابحاث ذات الصلة بالنشاط الذري.
المصدر: منظمة الطاقة الذرية
استخدام التقنيات النووية في مجال الطب
استخدام التقنيات النووية في مجال الزراعه
سياسه ايران بشأن الاسلحه النوويه