• عدد المراجعات :
  • 2738
  • 8/19/2006
  • تاريخ :

الأركان الأساسية لمكفرات الذنوب

من لطف الله سبحانه وتعالى بعباده وعنايته بهم أن أوجد لهم أبواباً من ولجها استوجب تكفير ذنوبه وستر سيئاته كفعل الحسنات بأنواعها وصنوفها وهذا ما أقرّه القرآن، قال تعالى: (إن الحسنات يذهبن السيئات).

ومن البديهي أن فعل الانسان للحسنات واكتسابه للخيرات يعالج ما اقترفه من سيئات الذنوب وآثام الخطايا والندم في حد ذاته يعتبر من الأركان الأساسية لمكفرات الذنوب وقد وردت جملة من هذه المكفرات على ألسنة النبي (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) وإليك عدداً منها:

أولاً ـ الوضوء: فقد ورد عن النبي (ص): "مَن توضأ فأسبغ الوضوء وصلى ركعتين لم يحدث فيها نفسه بشيء من الدنيا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

وعن النبي (ص): "الوضوء على الوضوء نور على نور مَن جدد وضوءه من غير حدث جدد الله توبته من غير استغفار".

ثانياً ـ الصلاة: عن أبي جعفر (ع) قال: قال رسول الله (ص): "لو كان على باب دار أحدكم نهر فاغتسل في كل يوم منه خمس مرات أكان يبقى في جسده من الدرن شيء؟ قلنا: لا، قال: فإن مثل الصلاة كمثل النهر الجاري كلما صلى صلاة كفّرت ما بينهما من الذنوب".

عن محمد بن الحسين الرضي في نهج البلاغة عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال في كلام يوصي أصحابه: "تعاهدوا أمر الصلاة وحافظوا عليها واستكثروا منها وتقربوا بها فإنها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا ما سلككم في سقر؟ قالوا: (لم نك من المصلين) وإنها لتحت الذنوب حَتَّ الورق وتطلقها إطلاق الربق وشبهها رسول الله (ص) بالحمة تكون على باب الرجل فهو يغتسل منها في اليوم والليلة خمس مرات فما عسى أن يبقى عليه من الدرن وقد عرف حقها رجال من المؤمنين الذين لا تشغلهم عنها زينة متاع ولا قرة عين من ولد ولا مال، يقول الله سبحانه وتعالى: (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة...)".

ثالثاً ـ صلاة الليل: فقد قال رسول الله (ص): "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله تعالى وتكفير للذنوب ومطردة للداء عن الجسد ومنهاة عن الإثم".

رابعاً ـ البكاء من خشية الله: فقد قال الإمام الباقر (ع): "ما اغرورقت عين بمائها من خشية الله إلا حرّم الله وجه صاحبها على النار فإن سالت على الخدين دموعه لم يرهق وجهه قتر ولا ذلة وما من شيء إلا وله جزاء إلا الدمعة فإن الله تعالى يكفر بها بحور الخطايا...".

خامساً ـ الصلاة على محمد وآل محمد: فإنها تكفر الذنوب، فقد روي عن أبي حمزة عن أبيه قال: سألت أبا عبدالله (ع) عن قول الله عزوجل: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً). فقال: الصلاة من الله عزوجل رحمة ومن الملائكة تزكية ومن الناس دعاء. وأما قول الله عزوجل وسلموا تسليماً فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه، قال: فقلت له: كيف نصلي على محمد وآله؟ قال: تقولون: صلوات الله وصلوات ملائكته وأنبيائه ورسله وجميع خلقه على محمد وآل محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته. قال: فقلت: فما ثواب مَن صلى على النبي وآله بهذه الصلاة؟ قال: الخروج من الذنوب والله كهيئته يوم ولدته أمه.

عن الإمام الرضا (ع) قال: مَن لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر الصلاة على محمد وآل محمد فإنها تهدم الذنوب هدماً.

سادساً ـ الولاء: نقصد به الحب لمحمد (ص) وأهل بيته الطاهرين (ع) والسير على نهجهم وهداهم فإن هذا الولاء يكفر الذنوب.

سابعاً ـ الابتلاء بالحزن مكفر للذنوب: فقد ورد عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده ما يكفرها ابتلاه الله تعالى بالحزن فيكفر عنه ذنوبه.

ثامناً ـ إغاثة الملهوف والتنفيس عن المكروب فإنها من كفارات الذنوب العظام.

تاسعاً ـ الهم والغم: فإنه مكفر للذنوب. قال الإمام الصادق (ع): إن العبد إذا كثرت ذنوبه ولم يكن عنده من العمل ما يكفرها ابتلاه الله بالحزن ليكفرها، وقال (ع) في حديث آخر: إن الذنوب ذنوباً قد تناهت في العظم فلا يكفرها إلا الهم والغم والصبر على المصائب.

وقال رسول الله (ص): "ما يزال الهم والغم بالمؤمن حتى ما يدع له ذنباً".

عاشراً ـ ومن جملة المكفرات الندم على ما فعله من سيئات الأعمال فإنه مكفر للذنوب.

الحادي عشر ـ التضرع إلى الله والتذلل له.

الثاني عشر: العزم على الطاعات فإنه أيضاً من المكفرات.

الثالث عشر: الاعتراف بالظلم والإساءة فإنه كذلك مكفر للذنب.

الرابع عشر: كثرة الاستغفار فإنه مكفر للذنوب.

الخامس عشر: القيام بأنواع الطاعات والصدقات.

الشيخ مجيد الصايغ

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)