حياة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) الزوجية
قال
الإمام علي ( عليه السلام ) في حق
الزهراء ( عليها السلام ) :
( فَوَالله ما أغضبتُهَا ، و لا أكرهتُهَا على أمر ، حتى قَبضَهَا اللهُ عَزَّ وجلَّ ، و لا أغضبَتْنِي ، و لا عَصَتْ لِي أمراً ، وَ لقد كنتُ أنظرُ إِليها ، فتنكشفُ عَنِّي الهُموم و الأحزان ) .و جاء في تفسير العياشي بسنده عن
الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : ( إن فاطمة ( عليها السلام ) ضَمِنَتْ لعليٍ ( عليه السلام ) عمل البيت و العجين و الخبز ، و قَمِّ البيت – كَنسِه – ، و ضمن لها عليٌ ( عليه السلام ) ما كان خلف الباب ) أي : نقل الحطب ، و أن يجيء بالطعام .
و قال ( عليه السلام ) لها يوماً : ( يا فاطمة هل عندك شيء ؟ ) .فقالت ( عليها السلام ) : ( و الذي عَظَّم حقك ما كان عندنا منذ ثلاثة أيام شيء نُقرِيكَ به ) .فقال ( عليها السلام ) : ( أفلا أخبرتني ؟ ) .فقالت : ( كان رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) نهاني أن أسألك شيئاً ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : لا تسألينَ ابن عَمِّك شيئاً ، إن جاءك بشيء ، و إلا فلا تسأليه ) .ففاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، كانت هي التي تقوم بأعمال المنزل كله ، و دأبت عليه مدة طويلة ، حتى قالت بعض الروايات أنها : استَقَت بالقِربَة حتى أَثَّر في صدرها ، و طَحنَتْ بالرَّحى حتى مجلت يداها ، وَ قَمَّتِ – كنست – البيت ، حتى اغبرَّت ثيابها .
و يوم جاءتها فضة ، خادمة لم تُلقِ ( عليها السلام ) إليها كل الأعمال ، و تخلد هي إلى الراحة ، بل نَاصَفَتْهَا العمل ، فيوم على الزهراء ( عليها السلام ) ، و يوم على فضة ( رضوان الله عليها ) .
فهذه هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، بضعة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، و زوجة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، و أم الحسنين ( عليهما السلام ) ، و هذه هي عظمتها و جلالتها ، و هذه هي رحمتها و احترامها ( عليها السلام ) لإنسانية الإنسان .