ايران وتسخير التقنيات العصرية
بعد فرض الاستكبار وخاصة الغرب حصاره الشامل والظالم على نظام جمهورية ايران الاسلامية بعيد تأسيسها، قرر الشعب الايراني اعتماد طاقاته الذاتية وتوظيفها للوصول الى التقنيات الحديثة التي تغنيه عن التبعية للغرب المستعمر، ولم تقتصر هذه العزيمة على جانب دون آخر من البحوث والدراسات العلمية والتقنية والاقتصادية فصار شحذ الهمم والاستعدادات وتوظيف الطاقات واستثمارها في كل المجالات ديدن الايرانيين الذين شمخت بهم قمم البحوث والدراسات العلمية، وقد شهد العالم زراعة واستنساخ الخلايا الجذعية وولادة النعجة الايرانية المستنسخة باشراف اطباء ايرانيين ناهيك عن عمليات زرع الكلى والكبد والقلب وباقي اجهزة البدن الحيوية، كما شهد العالم بزوغ شمس التطور الايراني في سماء التقنية النووية لخدمة الاهداف السلمية مثل الزراعة والطب وعلاج الامراض المستعصية وصولا الى استخلاف الطاقة الاحفورية بالطاقة النظيفة والرخيصة بل ودخول ايران نادي الدول المالكة لتقنية دورة الوقود النووي الذي لم يبلغ اعضاۆه عدد اصابع اليدين، اما التقنية التي ادهشت مفكري العالم هي وصول علماء وخبراء ايران الى تقنية تمكنهم من تسخير الفضاء، فمنذ ان قررت مۆسسة الجو فضاء الايرانية عام (2006) تنشيط صناعاتها الجوية الفضائية تمكنت من تصنيع اول باحث آلي حمله صاروخ بعيد المدى الى الفضاء عام (2007) وتبعه ارسال اول محطة فضاء ايرانية متنقلة عام (2008) حملها صاروخ سفير «اميد» اي سفير الامل وسمي حينها يوم اطلاقه بيوم التقنية الفضائية في ايران ليتم الاحتفال فيه كل عام، كما يقدم الخبراء الايرانيون احدث معطياتهم للشعب في مثل هذا اليوم، وبالرغم من ان اول باحث آلي ارسلته ايران للفضاء لم يتعد وزنه الخمسة كيلوغرامات ولم يستمر عمره لاكثر من اسبوع واحد الا انه تمكن من الدوران حول الارض تسع مرات خلال اليوم الواحد عبر خلالها ست مرات من فوق سماء ايران، واكد نجاح مهمته اكثر من محطة فضاء دولية واضحى فاتحة الحضور الايراني في الفضاء، اما القمر الاصطناعي رصد الذي اطلقته ايران عشية ذكرى مولد الإمام علي بن ابي طالب عليه السلام فقد فاق وزنه الخمسة عشر كليوغراما ويدور حول الارض مرة كل تسعين دقيقة اي ما يعادل خمسة عشر مرة خلال الاربع والعشرين ساعة يعبر خلالها ست مرات فوق سماء ايران، ثلاث منها خلال النهار والثلاث الاخرى خلال الليل، ومن المقرر ان يستمر حضوره في الفضاء لشهرين ليرسل مختلف انواع الصور التي يلتقطها من الجو اضافة الى تلبية الايعازات التي تزوده بها المحطات الارضية في المراكز الفضائية في ايران الاسلامية، وقد اثار نجاح مهمة هذا القمر حفيظة القاصي والداني حيث اعتبرت الصين مجرد تصنيعه واطلاقه بحد ذاته تطورا ايرانيا ملفتا للنظر مۆكدة توقعها من ان ايران لديها برامج طويلة الامد للحضور في الابحاث الجوية الفضائية لان القمر رصد الايراني رغم صغره يتمتع بقابليات لا تقل عن قابليات الاقمار الاصطناعية العملاقة، وقد حذت ماليزيا واندونيسيا وروسيا حذو الصين في الثناء على تقدم ايران والنيل لهذه التقنية العصرية واكدت ان ايران سيكون بامكانها ارسال كائنات حية الى الفضاء قريبا وهذا ما سارعت اليه تركيا لتۆكد ان ايران اصبحت قاب قوسين من ارسال اول رائد للفضاء وقد يكون ذلك قبل عام (2020)، هذه النجاحات حملت امريكا الخصم التقليدي لايران على اخفاء جانب التطور العلمي الايراني واظهار قلقها غير المبرر من هذا التطور، لكن المسۆولين الايرانيين يۆكدون انهم بدأوا طريقا لا عودة في المضي قدما نحو فتح قمم التطور وتسخير التقنيات العصرية .