الهادي ( عليه السلام ) يفسر الاية( وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ..)
وقال محمد بن عيسى بن عبيد :
( سألتُ أبا الحسن ، عليّ بن محمدٍ العسكريّ ( عليهما السلام ) عن قول الله عزّ وجلّ : ( وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) (1) .
فقال : ( ذلك تعبير الله تعالى لِمن شبّهه بخلْقه ، ألا ترى أنّه قال : ( وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) (2) إذ قالوا : إنّ (الأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ) (3) كما قال عزّ وجلّ : ( وَمَا قَدَرُواْ اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ) (4) ، ثمّ نزّه عزّ وجلّ نفسه عن القبضة واليمين فقال ـ في آخر الآية ـ : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ) (5) .
ووردَ في مصدر آخر بهذا اللفظ :
فقال ( عليه السلام ) : ذلك تعبير الله تبارك وتعالى لِمن شبّهه بخلقه ، ألا ترى أنّه قال : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) ؟ ومعناه : ( إِذْ قَالُواْ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ).. ثمّ نزّه نفسه عن القبضة واليمين فقال : ( سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) ) (6) .
فقد أوضحَ ـ سلام الله عليه ـ أنّ الله تبارك وتعالى كأنّه قال : وما قدّر الله حقّ قدره مَن قال : إنّ الأرض جميعاً قبضته يوم القيامة ، والسماوات مطويّات بيمينه ؛ فإنّ ذلك قول المجسّمة ، وقد تعالى الله سبحانه عمّا يُشركون به .
اعداد وتقديم:سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
المصادر:
(1) الزمر : 67 ونصّ الآية الكريمة : ( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ) .
(2) الزمر : 67 .
(3) المصدر السابق .
(4) الأنعام : 91 .
(5) معاني الأخبار : ص 14 .
(6) توحيد الصدوق : ص 112 .
منهج الإمام الهادي ( عليه السلام )
محاورات الإمام الهادي ( عليه السلام )
هجره الإمام الهادي ( عليه السلام )
تفسير الامام الهادي (صِحَةِ العقل)