اجابات الامام الهادي ( عليه السلام ) العلمية - معنى الرّجيم
قال عبد العظيم بن عبد الله الحسني رضوان الله عليه :
سمعتُ أبا الحسن ، عليّ بن محمدٍ العسكري يقول : ( معنى الرّجيم : أنّه مرجوم باللّعن ، مطرود من مواضع الخير ، لا يذكرهُ مۆمن إلاّ لعَنه .
وإنّ في عِلم الله السابق ، أنّه إذا خرجَ القائم ( عليه السلام ) ، لا يبقى مۆمن في زمانه إلاّ رَجَمه بالحجارة كما كان قبل ذلك مرجوماً باللّعن ) (1) .
فالشيطان الرّجيم معناه ـ لعنه الله ـ : أنّه المطرود من رحمة الله بعد معصيته حين لم يُطع أمر ربّه بالسجود لآدم ( عليه السلام ) ، وقد صارَ منذئذٍ ملعوناً من سائر المۆمنين بقول الله ، وهم يرجمونه بالحجارة في مِنىً أيام الحج رامزين بذلك إلى طرده ودَحره ؛ لأنّه عدوّ بني آدم الذي يُغريهم بالفساد ، وفي أيام القائم عجّل الله تعالى فرجه يُسلم أهل الأرض ويرجمونه جميعاً بالحجارة بعد الإفاضة من عَرَفات والمُزدلفة ، علامةً على إيمانهم ، بما جاء من عند الله ، وإشارةً إلى عداوته لهم وإلى إبعاده عنهم برمْيه بالحجارة .
وقال العباس بن هلال :
سألتُ أبا الحسن ، عليّ بن محمدٍ ( عليه السلام ) ، عن قول الله عزّ وجلّ : ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ.. ) (2) ؟
فقال ( عليه السلام ) : ( يعني : هادي مَن في السّماوات ومَن في الأرض ) (3) .
نعم ، وما الهدى سوى ذلك النّور الذي يقذفه الله سبحانه وتعالى في قلوب عباده لينقذهم من ظلمات الجهل والكفر ، ويهديهم إلى الحقّ والإيمان ،.. الذي يعمر القلب وينير الدّرب ؛ ولذلك قال تبارك وتعالى :( فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ ـ أي التسليم له بالرّبوبيّة والوحدانيّة ـ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء ..) (4) فهو يشرح صدر مَن يهديه بنور هداه ، ويُبقي صدر الضالّ مظلماً تائهاً في الضلالة ، لاهثاً وراء جهله ، ضائقاً بأمره ، متعباً كالذي يمشي طلوعاً نحو السماء..
اعداد وتقديم:سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
المصادر:
(1) معاني الأخبار : ص 139 .
(2) النور : 35 ، والخبر في الاحتجاج : ج2 ص 450 .
(3) المصدر السابق .
(4) الأنعام : 125 .
منهج الإمام الهادي ( عليه السلام )
محاورات الإمام الهادي ( عليه السلام )
هجره الإمام الهادي ( عليه السلام )
تفسير الامام الهادي (صِحَةِ العقل)