• عدد المراجعات :
  • 634
  • 10/29/2012
  • تاريخ :

(الغدير) دائرة المعارف الكبرى

کتاب الغدیر

(يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)

لم أفتأ تجيش نفسي بأن أكتب شكري وخالص ودادي إلى شيخي العلامة المفضال الحجة المجاهد نابغة العصر (الأميني) الأمين أعزّ الله به المسلمين، رافعاً إليه آيات الإطراء والثناء المتواصل، فعاقني عن البدار إلى ذلك علمي بالقصور عن أداء تلك الوظيفة تلقاء بطل العلم والفضيلة.

لا يدرك الواصف المطري خصايصه وإن يكن سابقاً في كل ما وصفا

لكن حداني إلى ذلك ثقتي بجميل لطفه، وكريم أخلاقه، وها أنا ذا أعالج يراعي بكل حيلة لعلّه يسعفني بحاجتي، وأكثر استمدادي من فكرتي، فلا أراه يغني عنّي ويعرب عما في خلدي - رغم شوقي إليه - تجاه ذلك الحبر العلم الأوحد.

سيدي! لقد سبرت سفرك الكريم القيم، الذي كلما نجم منه جزء هفت إليه القلوب، وحنت إليه الأفئدة، وانشرحت له الصدور بشوق فادح ورغبة لا يدرك مداها، فيُلتقى بابتهاج وارتياح، فألفيته فذّاً في بابه في جودة السّرد، ورصافة البيان، حسن السبك، بديع الموضوع، غزير العلم الناجع، رائع الأسلوب، فائق النظام، خالياً عن التعقيد والإبهام، عليه رشاش الحق، ومظاهر الصدق، أعلامه قائمة، وآياته واضحة، ومعالمه لايحة، قويّ الحجة، سديد المحجة، فهو للطائفة الحقة برهان الحجاج، وسناد النضال، وسلم الرقي، ووسام التقدم، وصحيفة الشرف، جئت فيه بمحكم الآيات وقيّم البينات، فشدت به في العالم الإسلامي حضارة لها المكانة والخلود ما دامت السماوات والأرض، تۆتي أكلها كل حين بإذن ربها، لله درّك يراعك الثبت درّت حلوبته ولله بلاۆك في نزالك في ميادين الحق، ومناهج الرشاد، وسبل الدين الحنيف.

فقد أوضحت الطريق المهيع، واستأصلت أصول الباطل، وقطعت جزازته، وأفضحت أحدوثة أهله، ووطئت صماخهم، وكذّبت أنباءهم، ولا غرو من ذلك وأنت أنت، قطنت في الوادي المقدس، وعكفت على باب مدينة العلم علم الرسول الأسمى  (صلى الله عليه وآله وسلم) تغدو إليه وتروح، وتستقي من منهل العلم الفضفاض النمير الذي تطفح به ضفّتاه، ولا يترنّق جانباه ولا يدع ممن ضرب مراعف الخلق حتى قالوا: لا إله إلا الله، محمد رسول الله أن يربّي في مدرسته الكبرى وكليته العالمية وجامعة الأزهر من يجاهد بيراعه وشيظ النفاق حتى يشهدوا بأن علياً أمير المۆمنين ولي الله، ولا عجب ممن كان يحامي عن حرم المسلمين أن ينصب في ثغور حصنه المنيع مرابطاً يناضل أهل الباطل، ويقيّظ لحبالهم وعصيّهم التي يخيل إليهم من سحرهم أنها تسعى من يلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولا يفلح الساحر حيث أتى

.فلله درّك يا شيخنا الأجل، وعليه جزيل أجرك.

وليس ما أبدعته من الكتاب المقدس مقصوراً على الدفاع عن النبي الأقدس وأهل بيت الرسالة ومهبط الوحي الذي أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، بل دائرة معارف كبرى تحوي علماً جمّاً، وحقائق ناصعة، ودقائق ورقايق، وأدباً موصوفاً.

وهو موسوعة فيها ما تشتهيه الأنفس وتلذّ الأعين، وكان المجتمع الديني في حاجة ماسة إلى هذا الكتاب الناطق بالحق في هذا القرن المطبق جهلاً وضلالاً، لا زلت مۆيداً بروح القدس، داعياً إلى الصلاح سراجاً منيراً للأمة المسلمة، فقد طبت نفساً وقلماً، وخدمت الإسلام والمسلمين، وفقت وفاق كتابك العزيز على ماضي الكتب وحاضرها، والحمد لله رب العالمين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

غرة جمادى الثانية 1373

كربلاء المقدسة

محمد بن مهدي الحسيني الشيرازي


قصة الاميني في تأليف الغدير

 الغدير في التراث الإسلامي

 الغدير كما قاله الرسول (ص)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)