الاساءة الجديدة للإسلام... استفزاز سياسي؟
لم اعرف الكاتب السوري (حيدر حيدر) ولم اطلع على اعماله، ولم اعرف سلمان رشدي الكاتب البريطاني من اصول ايرانية، وغيرهما ربما الكثير من الكتاب والروائيين الذين لا اسمع عنهم او اقرأ لهم.. اعتقد ان هناك كثيرون غيري..
في موضوع اخر، احد الاساتذة الجامعيين من حملة شهادة الدكتوراه في الاقتصاد بنى له بيتا مساحته 400 متر مربع، وقد ادخل اليه جميع انواع الموزاييك والمرمر، وكان البناء تحت اشراف احد المهندسين، بعد الانتهاء من البناء اكتشف استاذ الاقتصاد انه ليس هناك مكانا يمكن ان يضع فيه سيارته الراقية لعدم وجود ما يعرف بالكراج.. سيارته الان يضعها عند احد جيرانه... ماذا اريد قوله؟
صدرت الطبعة الاولى من تلك الرواية في بيروت عام 1982 ولم تثر اي ضجة في وقتها وان دل ذلك فانه يدل على ان (المجتمع لا يقرأ). بدأت الضجة حول الرواية عندما قامت وزارة الثقافة المصرية بإعادة طبع الرواية من جديد. عندها قام الدكتور محمد عباس بكتابة مقال في صحيفة الشعب يفضح فيه تلك الرواية لما تحتويه من مساس بالمقدسات الدينية والتعدي على الذات الالهية.
وبعد نشر مقال محمد عباس ثارت ضجة كبيرة حول الرواية وخرجت مظاهرة ادت الى احداث دامية بين المتظاهرين والشرطة وكانوا المتظاهرين يطالبون بسحب تلك الرواية من الاسواق وتصدى مجمع البحوث الاسلامية في الأزهر لهذه الرواية والاباطيل التي جاء فيها، في نهاية الامر اضطرت وزارة الثقافة المصرية ان تسحب هذه الرواية من الاسواق.
هناك الكثير ممن دافع عن هذه الرواية بحجة الابداع والتنوير وهناك الكثير ممن هاجم الرواية باعتبارها تحقر وتهين جميع المقدسات الاسلامية بما في ذلك ذات الله سبحانه وتعالى والرسول صلى الله عليه وآله وسلم، والقرآن الكريم واليوم الآخر والقيم الدينية.
وجدت نفسي اهرع الى دار المدى في دمشق لشراء نسخة من الرواية، واشتريت ذهنية التحريم وما بعد ذهنية التحريم لصادق جلال العظم وهما كتابان في الدفاع عن سلمان رشدي.. هل كانت الضجة التي اثيرت حول حيدر حيدر وسلمان رشدي ناجحة وحققت اغراض التيارات الاسلامية؟
قطعا لا، والدليل ان رواية حيدر حيدر قد طبعت اكثر من عشر مرات، وسلمان رشدي اصبح نجما للحفلات الاجتماعية والندوات الفكرية والثقافية في الغرب وخسر الصوت الاسلامي المعتدل.
ولدى كتابة هذه السطور اعطاني محرك البحث غوغل حوالي 6,750 من النتائج عن رواية وليمة لأعشاب البحر ولكاتبها حيدر حيدر وهو رقم هزيل جدا في معيار الارقام التي تحقق انتشارا او حضورا، لقد طواه النسيان مثلما طوى روايته.
فيما يتعلق بالمثال الثاني، لازلنا نتعاطى مع جميع امورنا بانفعالية وبقوالب نمطية جاهزة لا نستطيع معها قراءة اللحظة الحاضرة بعيون المستقبل القادم، وهو مستقبل يحتاج الى رۆى لا نتوفر عليها في واقعنا العربي والاسلامي نتيجة لتلك القوالب الجاهزة.
هذه الايام ينشغل العالم بحدث جديد في نفس السياق، حيث ان عددا من المسيحيين المصريين بالولايات المتحدة ممن يُطلق عليهم أقباط المهجر، والقس الأميركي المتطرف تيري جونز، وما يسمى بالهيئة العليا للدولة القبطية، قد أعلنوا إقامة محاكمة شعبية للرسول عليه الصلاة والسلام في ذكرى هجمات سبتمبر/أيلول تحت اسم (اليوم العالمي لمحاكمة محمد).
وقد كشفت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية أن منتج فيلم (براءة المسلمين) المسيء للرسول محمد (ص) هو من إنتاج مطور عقارات إسرائيلي -أمريكي، قام بجمع خمسة ملايين دولار من 1ظ ظ متبرع يهودي لإنجاز العمل، وجري تصوير الفيلم في ولاية كاليفورنيا في مدة 3 أشهر خلال العام الماضي.
وقال الممثلون في بيانهم: "نحن نشعر بالغضب لأن المنتج خدعنا, فنحن تعرضنا للتضليل كي نشارك في هذا الفيلم".
وقال سام باسيل، منتج ومخرج وكاتب الفيلم، ويبلغ من العمر 56 عامًا، إنه قرر إنتاج الفيلم لإظهار أن الإسلام دين كراهية، وأن الفيلم هو فيلم سياسي وليس فيلما دينيا. وأضاف أنه جهد سياسي من أجل لفت الأنظار إلي ما سماه (النفاق في الإسلام) حسب ما نقلت عنه الصحيفة، والتي قالت إن القس المتطرف تيري حونز قد قام بالترويج للفيلم وهو المعروف عنه في السابق قيامه بحرق نسخ القراٌن الكريم أمام الكاميرات وهو ما أثار موجة غضب عالمية.
وقد اختفي المنتج بعد المظاهرات في القاهرة وبني غازي، ومقتل دبلوماسي أمريكي في قنصلية بني غازي، وقال في مقابلة صحفية عبر الهاتف من مكان غير معلوم في جنوب كاليفورنيا إنه قام بإنتاج العمل من أجل مساعدة موطنه الأصلي "إسرائيل" في كشف حقيقة الدين الإسلامي - علي حد قوله، وانه أنه أقدم على هذا العمل كموقف سياسي مستفز.
ونفي منتج الفيلم المسيء علمه بالجهة التي قامت بوضع الترجمة العربية علي المقاطع الموجودة علي موقع "يوتيوب" والتي تبلغ 14 دقيقة من أصل ساعتين هي مدة العمل.
وذكر في تصريحاته (أن الإسلام سرطان، وأن المسلمين حشرات يجب إبادتها) مضيفًا أن فيلمه سيساعد على كشف عيوب الإسلام للعالم.
وذكر باسيل، أن المقطع الترويجي الذي عرّف بالفيلم المذكور ظهر في بداية شهر تموز/يوليو الماضي، موضحًا أن الفيلم بدأ يظهر ويعرف بعد أن بدأ قدامى الممثلين تناوله على شبكة التواصل الاجتماعي تويتر.
يذكر أن هذا الفيلم تسبب في حالة غضب متأججة في العالمين العربي والإسلامي، تذكرنا إلى حد كبير بالاضطرابات التي اندلعت في عام 2005 عند نشر صحيفة دانماركية 12 صورة مسيئة لنبي الإسلام محمد صل الله عليه و اله، والتي أثارت هي الأخرى موجة غضب عارمة في شتى الدول الإسلامية.
ووفقا لصحيفة (دايلي ميل) أعرب عدد من الممثلين المشاركين في الفيلم المسيء للرسول محمد (ص)، عن استيائهم بسبب ما أدت إليه الأحداث الاحتجاجية المنددة بالفيلم.
وأكد الممثلون أنهم شاركوا في الفيلم بعدما قيل لهم بأنه دراما تاريخية تتناول الحياة في صحراء الشرق الأوسط, وأن الفيلم سيكون بعنوان "محاربو الصحراء", لكنهم في نهاية الأمر وبعد تحريف وتعديل في عمليات الإنتاج والتنفيذ, ظهر الفيلم على أنه مروج للكراهية وهو ما أدى إلى نشوب العديد من الاحتجاجات.
وأشارت "دايلي ميل" إلى أن ثمانين شخصاً من ممثلي الفيلم قد أصدروا بياناً ونشروه عبر قناة "سي إن إن" للتبرۆ من الفيلم و للتأكيد على ان منتجه يعمل تحت اسم "سام باسيلي", وهو اسم مستعار اختاره لنفسه, قد احتال عليهم للمشاركة في الفيلم, وأنهم لم يعرفوا أن الفيلم سيكون مناهضا للإسلام.
وقال الممثلون في بيانهم: "نحن نشعر بالغضب لأن المنتج خدعنا, فنحن تعرضنا للتضليل كي نشارك في هذا الفيلم".
وقد ظهرت مفاجأة مهمة عن سام باسيل، الإسرائيلي الأمريكي الذي كتبت عنه "العربية. نت" كمنتج وكاتب ومخرج الفيلم المسيء للرسول، فقد اتضح أن حقيقته مجهولة حتى على 80 ممثلاً وعاملاً في الفيلم، ممن أصدروا أمس بياناً قالوا فيه إنه خدعهم وضللهم، ودبلج العبارات بعد انتهاء التصوير فتغيرت معها القصة وطبيعة الشخصيات من حيث لا يدرون.
حقيقة الرجل مجهولة أيضا حتى لمن ظنوا خطأ أنه شريكه، وهو حارق المصحف الشهير القسيس الأمريكي تيري جونز، ومعه السعيد أكثر من سواه بالفيلم العامل على ترويجه عبر موقعه في الإنترنت، وهو القبطي المصري المقيم في الولايات المتحدة موريس صادق.. جميعهم لا يعرفون من هو تماماً، ومعهم أيضا مدير الفيلم الذي عمل معه بإعداده طوال 3 أشهر بصيف العام الماضي.
وذكر في بيان من اشتغلوا بالفيلم، منشور في صحف أمريكية وغيرها "نحن غاضبون، ونشعر بأن المنتج قام باستغلالنا. لسنا 100% وراء هذا الفيلم، الذي تم تضليلنا عن الغاية منه، ونشعر بصدمة من إعادة جذرية ودبلجة قام بها المنتج على السيناريو والأكاذيب التي قيلت لكل العاملين، ونشعر بحزن عميق لما سببه من مآسٍ حدثت حتى الآن".
ودخل على الخط من اسمه Nakoula Basseley Nakoula وعمره 56 سنة، فقال لمحرر وكالة "أسوشيتدبرس" حين التقى به خارج بيته بضواحي لوس أنجلس في ولاية كاليفورنيا، إنه كان موظفاً بالشركة منتجة فيلم Innocence of Muslims المسيء للرسول، ويعرف المخرج سام باسيل، الذي سبق وتحدثت إليه الوكالة نفسها عبر الهاتف حين أخبرها بأنه متوارٍ عن الأنظار، خوفاً على نفسه.
وروى ناقولا أن باسيل "مناصر لقضية الأقباط" وبيّن رخصة قيادته لمحرر الوكالة ليتأكد بأن ناقولا هو اسمه الحقيقي. أما باسيل فقالت الوكالة إنها حصلت على رقم هاتفه الجوال من القبطي في أمريكا، موريس صادق، الذي ذكر بأنه كتب بعض سيناريو الفيلم، لكنه ليس المنتج ولا يعرف منتجه ومخرجه شخصياً "إلا عبر الهاتف فقط" كما قال.
واتصلت الوكالة بحارق المصحف، القسيس تيري جونز، فأخبرها أنه اتصل بباسيل ليخبره بأنه "يصلي من أجله"، وأنه لا يعرفه شخصيا ولم يلتقِ به "بل هو من اتصل بي قبل أسابيع، طالباً أن أقوم بترويج فيلمه حين يتم عرضه"، بحسب ما نقلت عنه الوكالة.
وذكر جونز أن اسم سام باسيل ليس الحقيقي للمخرج، بل مستعار، وهو متوارٍ عن الأنظار "ولا أعتقد أنه سيذكر اسمه لأحد، والكثيرون لا يۆيدون ما فعل، وهو في صدمة إجمالا مما آلت إليه الأمور" في إشارة منه إلى الغضب الإسلامي من الفيلم والاحتجاجات المستمرة هنا وهناك.
وراجعت الوكالة الأرشيف القضائي لناقولا، فوجدت أنه تورط بعملية احتيال في 2010 بكاليفورنيا، "حيث صدر أمر قضائي بأن يدفع 790 ألف دولار كتسوية. كما أدانوه بالسجن 21 شهرا ومنعه القضاء من استخدام الكمبيوتر والحصول على خط إنترنت مدة 5 سنوات إلا بموجب إذن رسمي"، طبقاً لما ذكرت.
كما فحصت حساب باسيل في موقع "يوتيوب"، الذي بث منه دعاية عن الفيلم مدتها 13 دقيقة، فذكرت أن البيانات عنه بالموقع مختلفة عما قاله حين اتصلت به، فقد ذكر أن عمره 56 سنة وناشط في حقل العقارات، بينما ذكر بقناته في "يوتيوب" أن عمره 74 عاما. أما في السجلات الرسمية عن الناشطين بالعقارات في كاليفورنيا فلا ذكر لسام باسيل على الإطلاق.
وأطل من شركة تعرض الأفلام تجريبيا في هوليوود مصدر طلب عدم ذكر اسمه، فأمد وكالة "أسوشيتدبرس" بأن شركته عرضت فيلم "براءة المسلمين" قبل أشهر مرة واحدة، وليوم واحد فقط، "وكان ذلك بطلب من زبون اسمه الأول سام" كما قال.
وعلى شاشة "القناة العاشرة" الإسرائيلية ظهرت ليلة أمس الأربعاء إحدى ممثلات الفيلم، وهي ساندي غارسيا المولودة في كاليفورنيا قبل 46 سنة، فقالت إن اسم الفيلم الذي مثلته هو "محاربو الصحراء"، وكلمة محمد لم ترد على شفة أي ممثل فيه، "وقصته تجري في صحراء مصر قبل 2000 عام، ولا علاقة لأي مشهد في الفيلم بالإسلام أو بالرسول محمد"، في إشارة إلى أن العبارات كانت مختلفة وتمت دبلجتها وتغييرها، بحيث أصبح الفيلم عن الإسلام والرسول.
وأعطت ساندي مثلا فقالت إنها لفظت كلمة الله في لقطة بالفيلم، ثم سمعتها على لسانها نفسه "محمد" بعد الدبلجة. وذكرت أن باسيل اتصل بها قبل 6 أشهر وطلب منها إعادة لفظ بعض العبارات من جديد ليتم سماعها في الفيلم بطريقة أفضل، ويبدو أنها لفظت "محمد" في الإعادة، كما طلب منها من دون أن تعيها، فتم إدخال "محمد" بكل عبارة ورد فيها الاسم على لسانها، وهكذا حدث لبقية الممثلين.
وذكرت ساندي اسم سام باسيل بأنه المخرج، وبأنه أرسل لها نسخة عن الفيلم بعد الانتهاء من تحميضه فشاهدتها ووجدت تغييرا كبيرا طرأ على العبارات عبر دبلجة الأصل، فلم تعر للأمر أي اهتمام، وقالت: "أنا لا أعرف شيئا عن الإسلام وديني (المسيحية) يمنعني من الإساءة لأي مشاعر"، وفق تعبيرها.
كما اطلعت "العربية. نت" على ما قاله من اشتغل يوميا مع سام باسيل، كمدير للفيلم في كل مراحله، وهو ناشط مسيحي اسمه ستيف كلاين، فذكر للأسوشيتدبرس أيضا أنه لا يعرف الاسم الحقيقي لمخرج ومنتج الفيلم، ولا يعرف من هو أصلا، سوى أنه سام باسيل.
وقال إن من عملوا في الفيلم بالتمثيل ومن وراء الكاميرا هم أمريكيون أصلهم من إيران وتركيا وباكستان وسوريا، واثنان منهم فقط من مصر، وجميعهم من بين من أصدروا البيان أمس، متهمين مخرجاً بأنه ضللهم وورطتهم في فيلم ظنوه عن محاربي الصحراء، فإذا به يحوله بدبلجة شيطانية المقاصد والغايات إلى مسيء للإسلام وللرسول.
حيدر الجراح
الصهيونية وأميركا وراء الإساءة للنبي (ص)
الفيلم المسيء للنبي محمد (ص) عدوان على الإسلام
الرسول الأعظم مدرسة الأخلاق