شجرة الفخر والنجد
إن فاطمة(ع) لم تعش مع أمها خديجة الطاهرة أكثر من خمس سنين وهذه الفترة الوجيزة لم تقع لها الفرصة الكافية للبقاء واللقاء معها، ولعلها تأست في ذلك بأبيها الذي حرم من لقاء أبيه عبد الله، والبنات يشعرون باليتم من موت الأمهات كما يشعر الأولاد باليتم من موت الآباء، ففاطمة(ع) شابهت أباها من هذه الجهة أيضا، وسنذكر في هذه الخصيصة الخاصة بخديجة الطاهرة من الصحيفة الفاطمية شيئا عن علو قدرها وجلالة مقامها، ففي ذكرنا لسيدة النسوان سرور زوجها وبنتها وأولادها الطاهرين، وإني أعلم أن سرورهم ورضاهم يوجب مغفرة الذنوب ويجلب رضا الله سبحانه.
اللهم صل وسلم على هذه المرأة الجليلة، النبيلة، الأصيلة، العقيلة، الكاملة، العاقلة، الباذلة، العالمة، الفاضلة، العابدة، الزاهدة، المجاهدة، الحازمة، والحبيبة لله ولرسوله ولوليه، المختارة من النساء، والصفية البيضاء، حليلة الرسول، وأم البتول، صفوة النسوة الطاهرات، وسيدة العفائف المطهرات، أفضل أمهات المۆمنين، وأشرف زوجات الرسول الأمين، وأول من آمنت من النساء، وأسبقهن إلى عبادة رب الأرض والسماء، سيدة النسوان، وخاصة الرسول، وخلاصة الإيمان، أصل العز والمجد، وشجرة الفخر والنجد، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة والأخرى، مولاتنا وسيدتنا أم المۆمنين
خديجة الكبرى(ع). قال الشيخ صاحب الوسائل في منظومته:
زوجاته خديجة وفضلها * أبان عنه بذلها وفعلها
بنت خويلد الفتى المكرم * الماجد المۆيد المعظم
لها من الجنة بيت من قصب * لا صخب فيه لها ولا نصب
وهذه صورة لفظ الخبر * عن النبي المصطفى المطهر
احتلت خديجة زوج النبي(صلي الله عليه وآله) الذروة من قريش في نسبها وشرفها ، فهي من القوادم في کيان قريش لا من أذنابها .
وکانت من عقائل قريش وسيدة نساء مکة ، وهي تلتقي برسول اللّه محمد بن عبداللّه(صلي الله عليه وآله) من جهة أبيها بالجد الأعلي الشريف «قصي» ومن جهة أمها بلۆي بن غالب ، فهي قرشية أباً وأماً ، ومن الشجرة الطيبة في قريش .
فمن جهة أبيها هي : خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن کلاب بن مرة بن لۆي بن غالب بن مهر بن مالم بن النضر .
وأمها : فاطمة بنت زائدة بنت الأصم (واسمه جندب) بن رواحة الهرم ابن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لۆي بن غالب بن فهر .
ويحفظ التاريخ من مفاخر أبيها «خويلد بن أسد» أنه تصدي لتبع ملک اليمن وحال بينه وبين السطو علي الحجر الأسود وحمله إلي مملکته في اليمن .
وجاء في كتاب شجرة طوبى : أن خديجة ( عليها السلام ) كانت من أحسن النساء جمالا ، وأكملهن عقلا ، وأتمهِّن رأياً ، وأكثرهن عفّةً وديناً وحياءً ومروّةً ومالا .
وخديجة هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب فصلوات الله وسلامه على هذه المرأة الجليلة ، النبيلة الأصيلة ، العقيلة الكاملة ، العاقلة الباذلة ، العالمة الفاضلة ، العابدة الزاهدة ، المجاهدة الحازمة ، والحبيبة لله ولرسوله ولوليِّه ، المختارة من النساء ، والصفيَّة البيضاء ، حليلة الرسول ، وأمّ البتول ، صفوة النسوة الطاهرات ، وسيِّدة العفائف المطهَّرات ، أفضل أمَّهات المۆمنين ، وأشرف زوجات رسول الله الأمين ، وأول من آمنت من النساء ، وأسبقهنَّ بعبادة ربِّ الأرض والسماء ، سيِّدة النسوان ، وخاصَّة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وخلاصة الإيمان ، أصل العزَّ والمجد ، وشجرة الفخر والنجد ، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة والأخرى ، مولاتنا وسيِّدتنا أم المۆمنين ، خديجة الكبرى ، وهي أميرة عشيرتها ، وسيِّدة قومها ، ووزيرة صدق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ).
وروي عن ابن عباس في تفسير هذه الآية : « وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى » (1) يعني وجدك فقيراً فأغناك بمال خديجة.
وكان لخديجة ( عليها السلام ) مال كثير ، وحسنٌ وجمال ، ومن جملة مالها : من أواني الذهب مئة طشت ، ومن الفضة مثلها ، ومئة إبريق من ذهب ، ومن العبيد والجواري مئة وستون ، ومن البقر والغنم والإبل والحلي والحلل وغيرها ما شاء الله ، قيل : كان لها ثمانون ألف من الإبل ، بل كانت تۆجر وتكري من بلد إلى بلد ، فبذلت تلك الأموال والجواري والعبيد لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى بقيت تنام هي ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في كساء واحد لم يكن لها غيره.
والحق أن الخديجة(ع) بذلت من همتها واهتمامها في خدمة الرسول في صدر الإسلام ما يعجز عنه الوصف، ويقصر عن بيانه اللسان والبنان.
شأن السيدة خديجة عند اللّه
ايمان السيدة خديجة بالنبوة والإمامة