ذكريات القصف الكيمياوي
استخدمت الطائرات العراقية الصواريخ الكيمياوية و شرعت بقصف المنطقة التي استولت عليها القوات الإيرانية. وقعت عدّة صواريخ کيماوية علي ارتفاعات «شاخ شميران » و تصاعد منها دخان اصفر و غطي المنطقة و غمرها بظل الموت.و أصبح احد هذه الصواريخ من نصيبنا و انفجر بقرب موقعنا.
بعد اقل من دقيقة ، غمرت رائحة الثوم المنطقة.ارتدي القوات بسرعة أقنعتهم. ولکن کنّا نأمل أن يکتفي البعثيين بهذا ، إلا إنهم استضافونا بقنابل عنقودية أيضا.
أثّر الغاز الکيماوي علي جميع القوات. ولم تنفع حقن «أتروبين»أيضاً. للحظة شعرت ان قلبي قد خفق. لا لأجل نفسي بل لأجل سائر القوات.
کان أول شهيد کيماوي«مهدي برستاش»، تدهورت صحته ، في هذه الأثناء، قام المسعف أسد فرقتنا« أسد الله کرك آبادي»، يحوم حول المصابين کالفراشة التي تحوم حول شمع وجود القوات دون ان يتمکن من فعل شيء، و کنا نري کيف تتساقط القوات کالورود المفرّطة علي الأرض. وکأنني قد ارتشفت جرعة من ذلك الغاز آنذاك.
شعرت بثقل في رأسي. أمروا بإستعداد القوات للرحيل من هذه المنطقة الملوثة.قام عدد من قوات الإنقاذ بحمل القوات المغمي عليها أو المتدهورة صحتها و نقلهم الي قرب الميناء حتى يرجعوا بالزورق الي الوراء. بعد دقائق قليلة ظهرت آثار الکيماوي علي جميع القوات فرداً فرداً. لم أکن أتصور في هذا الوضع يمکن أن تحدث عمليات. لم يکن حسين درفشي، مسئول فرقة «أمير المؤمنين(ع)»،يري شيئاً أيضا . وقد تراجع عدد من القوات الي الوراء بسبب تسممهم الشديد.
ظلمة الليل من جهة و صوت زئير الذئاب من جهة أخري کان يخفق قلب القوات. بدء الجو يبرد شيئاً فشيئاً و مع هبوب النسيم ، بدأت رائحة الثوم تملأ الجو و کان الجميع يتهوع. «خانجاني» کان يتصل بالعقبة علي الدوام بجهاز اللاسلکي، و يقول لهم لا تطلبوا منّا ان نقوم بعمليات في هذه الليلة. لم تکن وحدتنا العاملة مصابة بالکيماوي فقط ، بل أصيب جميع الکتيبة بالکيماوي حتي کتيبة «مسلم»، أصيب الجميع بآلام الرأس المبرحة وضعف في النظر.
المصدر :« مخمل الذکريات»، تأليف: محسن مطلق، الصفحة110
العراق يستخدم القنابل الکيماوية
خصائص أسلحة الدمار الشامل
الغرض من امتلاك القوة
أنواع أسلحة الدمار الشامل