الإرهاب المقبل سيكون بأسلحة الدمار الشامل
اكد الدكتور عبد الفتاح بدوى الخبير المصرى في اسلحة الدمار الشامل وممثلها في البرنامج الدولى للتحقق من الاسلحة الكيماوية ان القرن الـ21 هو قرن الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية.
وقال ان الارهاب القادم يمكن ان يكون من خلال الاسلحة الكيماوية أو البيولوجية التى لا تحتاج إلى اماكن كبيرة أو مفاعلات ضخمة لاعدادها.. وان دمار هذه الاسلحة يفوق الاثار التدميرية للقنابل النووية مشيرا لقيام الدول الكبرى باجراء تجارب على الاسلحة البيولوجية لتطويرها تحت ستار الهندسة الوراثية أو التكنولوجيا الحيوية. وان هذه الدول تحاول التحكم في انتاج اجيال من الميكروبات الشرسة والضارية .
واضاف : الولايات المتحدة الامريكية استخدمت ما هو اخطر من القنابل النووية فى العراق وافغانستان وهى القنابل الارتجاجية التى تحتوى على وقود غازى وتحدث موجات تفريغ للهواء ولها قوة تدميرية اضعاف مادة T .N.T المتفجرة، مشيرا لتدنى ميزانيات البحث العلمى في الوطن العربى مقارنة باسرائيل وان البحث العلمى هو السبيل الوحيد لاحداث طفرة تكنولوجية لدى العرب وفيما يلى نص الحوار:
بداية إلى اى مدى تطورت اسلحة الدمار الشامل مؤخرا ؟
- اتفاقية منع الاسلحة الكيماوية قضت إلى حد ما على التوجه إلى الاسلحة الكيماوية.. لكن المؤتمرات التى قامت بحضورها في استوكهولم تتنبأ بانه في خلال السنوات العشر القادمة ستصبح الاسلحة البيولوجية هى الاساس في الاستخدام وهو ما يمثل خطورة شديدة جدا.. وهذا نتيجة ان القرن 21 هو قرن الهندسة الوراثية والتكنولوجيا الحيوية.. فيستطيع العلماء «اللعب» في الخلايا واحداث طفرات جديدة تنتج من خلالها امراض معينة لا تستجيب للعلاج و تصبح خطيرة جدا.. الشيء الهام ايضا هو المقدرة العلمية على انتاج ميكروب يؤثر على جين معين.. اى يمكن من خلال هذا الميكروب استهداف جنس معين دون غيره.. أو نوع معين من البشر و هذه التكنولوجيا في طور البحث و مازال امامها فترة طويلة حتى تتضح نتائجها :
اما اسوأ و اخطر سلاح فهو السلاح البيولوجى فدماره يفوق بمراحل السلاح النووى و الكيماوى.. ولدي احصائيات تقارن الوفيات التى احدثتها اسلحة الدمار الشامل تدل على أن غاز الاعصاب وهو ما يدعى «الزارين» يحتل مرتبة متقدمة جدا في احداث الوفيات والجمرة الخبيثة بالنسبة للاحصاءات تفوق النووى بمراحل.. فالاسلحة البيولوجية هى قمة الخطورة ويمكن من خلالها احداث اوبئة مثل الكوليرا مثلا.. ولا يمكن اكتشافها في حينها فمن الممكن ان تظهر اثارها بعد يومين أو ثلاثة وهذا مكمن خطورتها.
وهل تعد هذه الاسلحة مجالا خصبا للارهاب الدولى ؟
- بالطبع.. والتحذير من ان الارهاب القادم سيكون باسلحة الدمار الشامل.. وهناك من يثير علامات استفهام حول اختفاء بعض اسلحة الاتحاد السوفيتي لدى تفككه.. ومن اماكن اخرى.. فالخطورة تكمن في استطاعة الارهابيين الحصول على مواد مشعة.. ومن الممكن ان نستخدم التنظيمات الكبيرة قنابل قذرة وملوثة وذلك عن طريق استخدام اى مادة مشعة وبعض المتفجرات وهو ما يمثل قمة الخطورة.. والذى يتم التحذير منه ايضا هو تلويث المياه في التجمعات الهامة أو لشخصيات هامة في المنازل أو في المصالح الادارية وخلافه عن طريق خزانات المياه.. وايضا تلويث مصانع الاغذية أو المياه المعبأة فلابد ان تكون هناك حراسة محكمة على كل شيء يتعلق بغذاء الانسان والذى يعتبر مستهدفا في الحرب القادمة هذا بالاضافة للتجمعات السكانية المعرضة للتلوث بمصادر التلوث البيولوجية مثل الانثراكس أو الجمرة الخبيثة أو سيانيد البوتاسيوم مثلما حاول احد الامريكان تلويث نهر في نيويورك بهذه المادة.. فالمادة السامة هى مادة بيولوجية يمكن من خلالها تلويث اى شيء يتعلق بالانسان .
ايضا يمكن من خلال اجهزة التكييف وضع مواد مشعة أو ملوثات بيولوجية وكل هذه مصادر يمكن ان تشكل خطورة هائلة ويجب احكام الرقابة عليها وعلى كل المصانع الخاصة بالطعام والمياه.
وهل يمكن استهداف ثروات طبيعية اخرى كالاسماك مثلا والثروة الحيوانية والزراعية ؟
- بالطبع ولابد من احكام السيطرة على العناصر المستوردة من البذور والسماد وخلافه فمن الممكن «اللعب» في هذه الاشياء وهو ما سيؤثر على صحة الشعوب فمن الممكن تحوير الجينات الخاصة دون ان يدرى احد و لا يتم اكتشاف ذلك الا بعد سنوات طويلة.. والمثير للانتباه والدهشة هو زيادة نسبة السرطان في مصر بطريقة غير عادية وخاصة سرطان الكبد.. وكذلك عند الاطفال.
الا ترجعون مثل هذه الاشياء إلى البذور المستوردة من الخارج أو العبث في الجينات الزراعية ؟
- من الصعب جدا اكتشاف ذلك.. فيوجد علماء متخصصون في الهندسة الوراثية.. ومن المفترض فحص كل البذور والسماد المستخدم في الزراعة لاكتشاف اى طفرات غير عادية.. و كذلك جميع دول الشرق الاوسط مستهدفة بدون شك .
والى اى مدى وصل التطور في مجال الهندسة الوراثية ؟
- التطور وصل إلى امكانية التأثير على النواة الخاصة بأى ميكروب وتخليق انواع اخرى فعلى سبيل المثال فالفيروس الخاص بالايدز ظهر نتيجة بحوث في الجيش الامريكى وخرج عن نطاق السيطرة.. فامريكا لها بعثاتها في افريقيا.. وكانت تقوم بتجربة الفيروس هذا ـ وهذا حسب تقرير المانى ـ وخرج الفيروس عن السيطرة وانتشر هذا الوباء من افريقيا وانتقل لاوروبا وامريكا.. وحتى الان فأى علاقات جنسية يمكن ان تنقل هذا الفيروس.. وايضا عن طريق الدم .
ولكن اثير انتشار هذا الفيروس عن طريق نوع معين من القردة في افريقيا ؟
- هذا صحيح.. ولكن لا يوجد بشر يقومون بمعاشرة القردة.. فهذا الفيروس تم الحصول عليه من القرود واستخلاصه منها وكان الغرض منه استخدامه كسلاح بيولوجى فخرج عن نطاق السيطرة وتطور ولم يستطع العلماء حتى الان اكتشاف مصل له.
وهل يمكن تكرار ذلك مع فيروسات اخرى ؟
- بالفعل.. والخوف انه يمكن ان يتم تخليق أو تصنيع فيروس لا ينتقل عن طريق الدم ولكن عن طريق الهواء وهذه ستصبح كارثة فيها نهاية البشرية عندما يظهر وباء كالكوليرا مثلا يحصد الالاف دفعة واحدة ولا يمكن لاحد ان يسيطر عليه.
وهل يوجد في الوقت الراهن ميل لتطوير مثل هذه التوجهات؟
- لاشك أن هناك بالفعل تجارب في مجال الهندسة الوراثية إذ يحاولون تصنيع اعضاء بديلة للانسان المريض.. واذا كان العلم يستطيع التحكم في صناعة اعضاء معينة يمكن ان يقوم بعمل ميكروبات وفيروسات.
اذن هل ترون ان موازين القوى العالمية في السنوات القادمة سوف تختلف بناء على ذلك ؟
- لاشك في ذلك.. ولا نعرف بالتحديد ماذا سيحدث مستقبلا.. وهناك مؤتمر ساقوم بحضوره في اليابان في العام القادم.. وهو اول مؤتمر يعقد عن الوقاية من اسلحة الدمار الشامل وسيعقد هذا المؤتمر في مايو أو يونيو في 2005 في ذكرى حادثة مترو الانفاق في طوكيو والتى استخدم فيها غاز «الزارين» عام1995 وسيقومون بعقد هذا المؤتمر الدولى في ذكرى هذا الحادث الاليم وتمت تعبئة جهود عالمية شتى من اجل هذا المؤتمر الذى دعيت اليه ونتمنى ان يحضر هذا المؤتمر علماء من كافة الدول العربية للحصول على معلومات حول اسلحة الدمار الشامل وطرق الوقاية والتصدى للارهاب القادم .
بعد تعدد الامصال الخاصة باسلحة الدمار الشامل التقليدية.. هل هناك توجه لتصنيع اسلحة جديدة لم تكن معروفة من قبل ؟
- طبقا للاتفاقيات الدولية لمنع انتشار الاسلحة النووية ومنع الاسلحة الكيماوية فالبحوث تجرى في الخارج على الاسلحة البيولوجية تحت ستار الهندسة الوراثية أو التكنولوجيا الحيوية.. ويحاولون التحكم في عمل اجيال من الميكروبات الشرسة والضارية.. وتم اكتشاف فيروس ايبولا في افريقيا والذى كان يقتل الانسان في ثلاثة ايام فقط.. و اول بعثة توجهت إلى هذا المكان هى بعثة امريكية قامت بعزل هذا الفيروس وقاموا بدراسته.. فهو سلاح فتاك يقتل في ثلاثة ايام.. ويمكن ان يتم تصنيع امصال له لكن الذى لا يحصل على هذا المصل لن يستطيع النجاة.. وانا اتحدث عن الايبولا وغيره من الفيروسات.
وهل استخدمت امريكا اسلحة بيولوجية أو كيماوية في العراق؟
- استخدمت ما هو اخطر من ذلك وهو قنابل الارتجاج.. وهى قنابل وقود غازى تحدث موجات تفريغ ولها قوة تدميرية10 اضعافTNT أو المفرقعات الشديدة.. والغرض منها احداث اكبر خسائر ممكنة في البشر واستخدمتها ايضا في افغانستان حتى تقتل الموجودين بداخل الكهوف من خلال موجات الضغط والتفريغ وفى العراق تم استخدامها في مطار بغداد واحدثت خسائر بشرية جسيمة.
أنواع أسلحة الدمار الشامل
خصائص أسلحة الدمار الشامل
مخاطر أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية على العالم العربي و الإسلامي
ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل