القصور الشخصي و النهب الاستكباري مناشئ الفقر
القصور الشخصي:
وهذا منشأ آخر من مناشئالفقر ، وهو يرجع إلى شخصية الإنسان نفسه ، إذ قد يولد إنسان ويحمل معه عاهة معينة كفقد البصر مثلاً ، فلا يستطيع أن يمارس حياته العملية والإنتاجية كبقية أفراد المجتمع ، إذ لا يتمكّن من تأمين وسائل احتياجاته الأساس من خلال العمل ، فيكون فقيراً .
وثمّة أفراد آخرون ، مستوى قدراتهم الفكرية ومواهبهم العملية أو قدرتهم الإنتاجية أضعف من غيرهم لأسباب فسيولوجية أو سيكولوجية ، فلا تستطيع هذه الفئة أن تعيش بمستوى الفئات الاجتماعية التي تملك قدراً متوسطاً من الذكاء والمرونة في العمل ، لتستطيع من خلاله تأمين حاجاتها الضرورية .
وفي الحقيقة ، إنّ هؤلاء الأفراد الذين يستند فقرهم إلى قصورهم الذاتي يشكّلون طبقة المساكين الأشدّ محرومية من بقية الفئات الفقيرة وذلك لأنّ هذه الفئة من الناس لا يتاح لها المشاركة في العملية الإنتاجية ، وبالتالي سيكونون خارج دائرة توزيع الثروة على أساس العمل .
النهب الاستكباري :
وهذا النهب مارسته الدول الاستكبارية ضمن أسلوبين :
الأوّل : وهو يمثّل أحد أسباب الحرمان العام الذي تعيشه الأمم والشعوب في العالم الثالث ، حيث إنّ الوجود الاستعماري لدول المنظومة الغربية في بداية هذا القرن ، والوجود الأمريكي الاستعماري الراهن يهدف بالدرجة الأولى إلى نهب خيرات وثروات شعوب المنطقة وحرمانها منها ، وبهذا النهب ظهرت في المجتمع الدولي فئتان من الشعوب :
فئة قليلة ، وهي شعوب أوروبا الغربية وأمريكا وبعض الدول الأخرى ، حيث تعيش في بذخ ورخاء . وفئة كثيرة ، وهي شعوب آسيا وأفريقيا وبعض دول مناطق أمريكا الجنوبية ، وتعيش هذه الشعوب الحرمان والجوع ، وهذا التقسيم الاستعماري للشعوب إنّما نشأ تبعاً للنهب المنظّم والشامل ، الذي قامت به الدول الاستعمارية ، وتقوم به أمريكا وغيرها من دول أوروبا في الوقت الراهن ، بصورة أخرى تختلف عن صورة النهب الجشع السابق ، الذي عرفته الشعوب الفقير في مطلع هذا القرن وإلى نهاية نصفه الأوّل .
والثاني : هو أسلوب النهب تحت عناوين وصيغ مختلفة ، من قبيل القروض والمعاهدات الدولية ، وكذلك السيطرة على منابع الثروات الإستراتيجية عن طريق الشركات والخبراء .
من اسباب الفقرالجهل بقوى الطبيعة وطرق استغلالها
الظلم الاجتماعي من عوامل ظهورالفقر
الفقر والغنى المادي والمعنوي