بائعة الکبريت
کانت ليلة السنة الميلادية الجديدة، والفتاة البائسة الجائعة، ترتجف من البرد، تتجول في الأزقة المظلمة لتبيع الکبريت، إلا إنها في هذا اليوم لم تبع ولاعلبة کبريت واحدة، ولم تکسب ولاقطعة نقدية واحدة أيضاً.
کانت حبيبات الثلج تتساقط فوق رأسها وهي تتجول بين المنازل ذات الفوانيس اللامعة، وروائح الکباب تزيد من جوعها الشديد. جلست الفتاة تحت سقيفة أحد المنازل، ووضعت يديها على رکبتيها، عسى أن يسري الدفئ الى جسمها المرتجف، اذ ليس لديها جرأة للعودة الى المنزل، خوفاَ من محاسبة أبيها لها وهي التي لم تبع ولاعلبة واحدة.
کانت يداها متجمدتين، توقعت لو إنها أشعلت عود ثقاب واحد لاستطاعت تدفأتهما، أما وللأسف، إنطفأ عود الثقاب، وعاد البرد يسري إلى يديها، فأشعلت عود ثقاب آخر، فرأت من خلال ضوئه الباهت، وعبر شباك أحد المنازل، منضدة عليها مختلف الاطعمة واللحوم المشوية والفواکه المتنوعة، فزاد لهاثها للأکل، إلا ان إنطفاء عود الثقاب، جعل الظلام يلف المکان من جديد.
أشعلت الفتاة الصغيرة عود ثقاب آخر، فتخيلت نفسها في غرفة ذات زينة وهي تجلس تحت شجرة عيد الميلاد، وحولها دمىً وألعاباً وهدايا جذابة.
انطفأ عود الثقاب بعد لحظات، لتستيقظ من أحلامها وتکتشف انها مجرد خيالات لاأساس لها من الحقيقة والواقع.
أشعلت الفتاة، عود ثقاب آخر، فرأت نجماً ينطفأ في السماء، فأحست ان إنسان سوف يموت بعد فترة قليلة حسبما قالت لها جدّتها الرحيمة معها على الدوام دون الآخرين، ولم تمض سوى لحظات حتى شاهدت جدتها أمامها حيث ابتسمت کعادتها ووضعت يدها فوق رأسها وهي تضحك في سرور، صاحت الفتاة: جدتي، خذيني معك، فاذا انطفأ عود الثقاب، ستترکيني وحدي في هذا المکان الموحش.
عندما ألقت الفتاة البائسة، تلك الکلمات، أشعلت کل عود الثقاب المتبقية دفعة واحدة، فاصبح الجو مضيئاً بنور باهر فاحتضنتها جدتها، وهما الاثنان يبتسمان بکل حبور، وانطلقا نحو السماء، حث لاوجود للبرد والجوع والألم.
الترجمه: اسراء الحسيني
الي الإيمان
العناية بالطفل اليتيم
العناق افضل من العقاب في تربية الطفل
تمرين الطفل على الطاعات