لماذا خطبت السيّدة زينب عليها السّلام في مجلس يزيد ؟
لقد شاهدت السيّدة زينب الكبرى عليها السّلام في مجلس يزيد مشاهد وقضايا، وسمعت من يزيد كلمات تعتبر من أشدّ أنواع الإهانة والاستخفاف بالمقدّسات، وأقبح أشكال الاستهزاء بالمعتقدات الدينيّة، وأبشع مظاهر الدناءة واللؤم في تصرفاته الحاقدة. مظاهر وكلمات ينكشف منها إلحاد يزيد وزندقته، وإنكاره لأهمّ المعتقدات الإسلاميّة.
مضافاً إلى ذلك: أنّ يزيد قام بجريمة كبرى، وهي أنّه وضع رأس الإمام الحسين عليه السّلام أمامه، وبدأ يضرب بالعصا على شفتيه وأسنانه، وهو حينذاك يشرب الخمر !
فهل يصح ويجوز للسيّدة زينب أن تسكت وهي ابنة صاحب الشريعة الإسلاميّة ، الرسول الأقدس سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله ؟!
كيف تسكت وهي تعلم أن بإمكانها أن تزيّف تلك الدعاوى، وتفنّد تلك الأباطيل ، لأنّها مسلّحة بسلاح المنطق المفحم، والدليل القاطع، وقدرة البيان وقوّة الحجّة ؟!
ولعلّ التكليف الشرعي فرض عليها أن تكشف الغطاء عن الحقائق المخفيّة عن الحاضرين في ذلك المجلس الرهيب ، لأنّ المجلس كان يحتوي على شخصيّات عسكريّة ومدنيّة وعلى شتى طبقات الناس. فقد كان يزيد قد أذن للناس إذناً عامّاً لدخول ذلك المجلس، فمن الطبيعي أن تموج الجماهير في ذلك المكان وحول ذلك المكان، وقد خدعتهم الدعايات الاُمويّة، وجعلت على أعينهم أنواعاً من الغشاوة، فصاروا لا يعرفون الحقّ من الباطل منذ أربعين سنة ، طيلة أيّام حكم معاوية بن أبي سفيان على تلك البلاد.
وعلامات الفرح والسرور تبدو على الوجوه بسبب انتصار السلطة على عصابة عرّفتهم أجهزة الدعاية الاُمويّة بصورة مشوّهة.
وقد تعوّد أهل الشام على مشاهدة قوافل الأسرى التي كانت تجلب إلى دمشق بعد الفتوحات.
أما ينبغي لحفيدة رسول الله صلّى الله عليه وآله أن تنتهز هذه الفرصة، وتجازف بحياتها في سبيل الله، وتنفض الغبار عن الحقّ والحقيقة، وتعرّف الباطل بكلّ صراحة ووضوح ؟
بالرغم من أنّها كانت أجلّ شأناً، وأرفع قدراً من أن تخطب في مجلس ملوّث لا يليق بها ، لأنّها سيّدة المخدّرات والمحجّبات، ولكنّ الضرورة أباحت لها أن توقظ تلك الضمائر التي عاشت في سبات، وتعيد الحياة إلى القلوب التي أماتتها الشهوات، وغمرتها أنواع الفجور والانحراف عن الفطرة، فباتت وهي لم تسمع كلمة موعظة من واع1 ولا نصيحة من ناصح.
السيدة زينب (عليها السلام).. الأدوار والمهام
مرقدها (زينب الکبري سلام الله عليها)
وفاتها ودفنها (زينب الکبري سلام الله عليها)
بعض كرامات زينب الکبري(ع) الجارية مجرى المعجزات