• عدد المراجعات :
  • 864
  • 11/25/2011
  • تاريخ :

مراسم الاحياء الحسيني وصياغة المجتمع

مراسم الاحياء الحسيني وصياغة المجتمع

لقد كان وما يزال للشعائر الحسينية ومراسم الاحياء المختلفة دورها الكبير في بناء المجتمع الإسلامي وصياغته بحيث يعي مسؤوليته ، ويعيش روح اليقظة والانتباه ازاء الظلم والانحراف هذا البعد يتحدث عنه الامام الخميني بقوله (ره) :

( انها مجالس العزاء الحسيني ، ومجالس الدعاء ، ودعاء كميل ، وسائر الأدعية الأخرى ، التي صاغت مجتمعنا بهذه الكيفية )

من هذه النقطة يمكن الانطلاق لإيجاد علاقة وثيقة بين الشعائر الحسينية وبين الوضع الاجتماعي فمن جهة تساهم الشعائر الحسينية وهي تمارس في اطار جماعي ببناء السلوك الاجتماعي للمجتمع بشكل عام وحين نأخذ بنظر الاعتبار الخصائص التي تنطوي تحتها الجماعة الحسينية ، فلا ريب ان معطياتها ستصب ايجابيا وتساهم بفاعلية في بناء سلوك اجتماعي مستقر ومتوازن .

كما تساهم الجماعة الحسينية في إنماء خاصية التفكير الجماعي ، وهذا التفكير يرى فيه احد الباحثين بديلا من خاصية ( العقل الجمعي ) الذي تتحدث عنه الدراسات الغربية في بحث السلوك الجمعي .

وعلينا ان ننتبه الى انه لا السلوك الاجتماعي ولا التفكير الجماعي ، اللذان تصوغهما الشعائر وتمارسهما الجماعة الحسينية ، يلغيان الفرد ويسحقان خصوصيته أو يجمدان مسؤوليته الفردية فهو يمارس السلوك الاجتماعي ويساهم في التفكير الجماعي ، ويبقى في الوقت نفسه ، إنسانا مسؤولا مسؤولية فردية عن أعماله ونواياه وتفكيره وهذه نقطة افتراق مهمة جدا مع فرضيات العلم الغربي للسلوك والتفكير الجماعيين (2) .

وعليه فان المحاذير التي تسجلها الدراسات الغربية للجمهور حين تسم سلوكه باللاعقلانية وتفترض نزوعه الى التخريب وممارسة العدوانية ، لا مسوغ لها في الجمهور الحسيني ومن ثم لا يمكن للمجتمع ان يخشى هذا الجمهور مهما اتسعت رقعته .

وعدم الخوف من آثار سلبية للجمهور الحسيني كالتي تفترضها البحوث الغربية ، مرده أولا الى بقاء الفرد مسؤولا عن أعماله حتى وهو في اطار السلوك الجماعي ويعود ثانيا الى ان مظاهر الاحياء الحسيني التي تمارسها الجماعة الحسينية :

1ـ ترتكز الى خلفية عقيدية تشريعية .

2ـ هي مؤطرة بضوابط شرعية تعبدية .

3ـ ومن ثم ، هي ممارسة عقلانية تنطلق من هدف وتسعى لغاية .

4ـ العاطفة فيها ليست سائبة ، والحركة ليست صاخبة مفتوحة ، حرة من كل قيد .

في مستوى جديد يدخل في نطاق هذا المعطى في البعد الاجتماعي ، نجد للشعائر الحسينية مدخلا مهما فاعلا الى قضية التغيير الاجتماعي في المجتمع الإسلامي فالتغيير يضحى أكثر سهولة عبر حالة التفاعل والتأثير التي تنتج من العلاقات الشعائرية بين الحسينيين أنفسهم وفي أوساطهم ، وفي وسط المجتمع الذي يعيشون فيه ايضا (3) .

اعداد : سيد مرتضى محمدي

القسم العربي – تبيان

المصادر:

1ـ قيام عاشورا : 12 .

2ـ من المفيد العودة للمصدر السابق : 21، 68، 93، 113، 121 .

3ـ من المفيد العودة الى البستاني ، مصدر سابق : 213 .


كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟

تسابق الحسنين

إحياء الموتى بدعائه عليه السلام

قيام رسول الله صلي الله عليه واله وسلم لسقايته عليه السلام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)