الإمام السجاد (عليه السلام) ومهمة اصلاح الامة
أن الإمام الحسين (عليه السلام) كان أعظم شخصية في الأمة الإسلامية ، ولم تنس الأمة بعد ما سمعته من النبي (صلى الله عليه وآله سلم) في حقه ، مع ما عرفته فيه طيلة سبعة وخمسين عاماً من السلوك المثالي ، والإستقامة على الحق ، والعلم والوعي الذي لا يقاس ولا يضاهى ، وغير ذلك من الصفات الفضلى ، والسجايا النبيلة .
وحينما استشهد الإمام الحسين (عليه السلام) مع أهل بيته وأصحابه ، إعتبر الأمويون والناس : أن أهل البيت (عليهم السلام) قد انتهى أمرهم ، وأفل نجمهم ، فلا الأمويون يخافونهم ، ولا غير الأمويين يرجونهم ، هذا عدا عن عدم جرأة أحد على الإتصال بهم ، وعدا عن الجهل المطبق بالإسلام ، فكانت الردة عن أهل البيت (عليهم السلام) والإبتعاد عنهم عامة وشاملة ، وحتى ليقول الإمام الصادق (عليه السلام) : ارتد الناس بعد قتل الحسين إلا ثلاثة : أبو خالد الكابلي ، ويحيى بن أم الطويل ، وجبير بن مطعم (لعل الصحيح: حكيم بن جبير) ، ثم إن الناس لحقوا وكثروا (1).
إذن.. فلابد للإمام للسجاد (عليه السلام) أن يبدأ العمل من نقطة الصفر تقريباً ، ولاسيما عقائدياً ، ويعيد الإسلام من جديد ، ويوجه الناس نحو تعاليمه وأحكامه ، ويعيد للناس عقيدتهم التي كانت قد تعرضت للكثير من التحريف ، وأن يعيد لهم ثقتهم بأهل بيت نبيهم (عليهم السلام) .
والخلاصة: أن يبدأ تماماً كما بدأ النبي(صلى الله عليه وآله) فيما سبق من نقطة الصفر ، والإمام السجاد (عليه السلام) هو خليفة ذلك النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله ) ، ولابد له أيضاً من الحفاظ على العلويين ، وكل من يتشيع لهم ، ولابد له بالإضافة إلى ذلك : من أن يكسر ذلك الطوق الحديدي الذي ضربه الحكم حولهم ، لاحتواء كل تصرفاتهم ونشاطاتهم ، ولابد له كذلك من إعادة ثقة الأمة بأهل البيت (عليهم السلام) ، وتوجيهها نحوهم واعتبارهم المصدر الأصفى لتعاليم الإسلام ، الإسلام القرآني الصحيح ، ومصدر كل المعارف والعلوم النافعة والأفكار الراقية ، والأخلاق الفاضلة الكريمة .
ولقد نجح (عليه السلام) في كل ذلك أيما نجاح ، رغم قسوة الظروف ورغم الأخطار الجسيمة التي كان يواجهها ، حيث لم يكن له أية حماية أو رعاية من أي جهة كانت ، ومن أي نوع كانت .
نعم .. لقد نجح في ذلك نجاحاً باهراً ، حتى إنه عندما خرج ولده زيد على الحكم الأموي ، بايعته الآلاف الكثيرة وإن كانوا قد تركوه ولم يثبتوا معه ، ثم توالت الثورات الشعبية العارمة واحدة بعد الأخرى ، وأغلبها كان بدوافع دينية ، وشعور مذهبي .
ويكفي أن نذكر أن من نتائج جهوده (عليه السلام) - بالإضافة إلى كل ما سبق - : أن هيأ الجو على النحو الأكمل والأفضل لمدرسة الإمامين بعده : الباقر والصادق (صلوات الله عليهما وعلى آبائهما وأبنائهما الطاهرين ) .
المصدر: رجال الكشي ص123و115 وغيره.
فصاحة الإمام زين العابدين ( عليه السلام ) وبلاغته
خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في المدينة المنوّرة
خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في الكوفة
خطبة الإمام السجاد ( عليه السلام ) في مسجد دمشق