القائد الإسلامي له حرمة الإطاعة
القائد الإسلامي الجامع للشرائط ، كما بيّن الله في كتابه الكريم وقالها النبيّ الأكرم ، وعترته الطاهرين في الروايات الشريفة ، هو الذي يلزم على غيره إطاعته وله حرمة الإطاعة وإلاّ ( وَلا تُطِعْ مَنْ أغْفَلـْنا قَلـْبَهُ عِنْ ذِكْرِنا وَاتَّبَعَ هَواهُ وَكانَ أمْرُهُ فُرُطاً )[1].
كما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :
سيأتي على اُمّتي زمان لا يبقى من القرآن إلاّ اسمه ولا من الإسلام إلاّ اسمه ، يسمّون به وهم أبعد الناس عنه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى،فقهاء ذلك الزمان شرّ فقهاء تحت ظلّ السماء ، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود[3].
وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا رأيتم العالم محبّاً للدنيا فاتّهموه على دينكم ، فإنّ كلّ محبّ يحوط ما أحبّ[4].
وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) : الفقهاء اُمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا . قيل : يا رسول الله ، وما دخولهم في الدنيا ؟ قال : اتّباع السلطان ، فإذا فعلوا ذلك فاحذروهم على دينكم[5].
أجل إنّما نتّبع من ذكره الإمام العسكري (عليه السلام) في قوله : فأمّا من كان من الفقهاء صائناً لنفسه حافظاً لدينه ، مخالفاً على هواه ، مطيعاً لأمر مولاه ، فللعوام أن يقلّدوه ، وذلك لا يكون إلاّ بعض فقهاء الشيعة لا جميعهم[6].
وقال صاحب الأمر الإمام المنتظر (عليه السلام) : وأمّا الحوادث الواقعة ، فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا ، فإنّهم حجّتي عليكم ، وأنا حجّة الله عليهم[7].
فليس كلّ مدعي الوصل بليلى هو أحقّ بها ، بل القيادة الإسلامية والمرجعية الدينية منصب إلهي لا يُنال بالإعلام الكاذب ، والتهريج المضادّ ، والادّعاء المزيّف ،
والأموال الباطلة ، إنّما هو نور يقذفه الله في قلب من يشاء ، وإنّه سبحانه أعلم حيث يجعل رسالته ، فاعتبروا يا اُولي الأبصار ، ولا يغرّكم بالله الغرور.
وقال (صلى الله عليه وآله):من تقدّم على المسلمين وهو يرى أنّ فيهم من هو أفضل منه ، فقد خان الله و رسوله و المسلمين
إنّ القيادة الحكيمة والرئاسة الإسلامية الصالحة لها دورها الأكبر المصيري في حياة الاُمّة ، فلا ملاذ لهم اليوم لصيانة دينهم وكيانهم الإسلامي إلاّ التمسّك بحبل الله سبحانه القرآن الكريم والعترة الطاهرة[8] ، المتمثّل في عصرنا بالعلماء الربّانيين والمرجعية الصالحة والقيادة الرشيدة ، فإنّ القاعدة بكوادرها تتبع القمّة ، وإذا صلح العالِم صلح العالَم ، وهذا ما ابتغيناه في هذه العجالة من ذكر خصائص القائد الإسلامي على ضوء القرآن الكريم من دون تفسير للآيات أو تعليق أو بيان ، إنّما المقصود الإشارة ، والحرّ العاقل تكفيه ذلك.
وقد قال النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله) : من أمّ قوماً وفيهم من هو أعلم منه وأفقه ، لم يزل أمرهم إلى سفال إلى يوم القيامة[9].
وقال : يا ابن مسعود ، علماؤهم وفقهاؤهم خونة فجرة ، ألا إنّهم أشرار خلق الله ، وكذلك أتباعهم ومن يأتيهم ويأخذ منهم ويحبّهم ويجالسهم ويشاورهم أشرار خلق الله ...[10].
وقال (صلى الله عليه وآله) : من تقدّم على المسلمين وهو يرى أنّ فيهم من هو أفضل منه ، فقد خان الله ورسوله والمسلمين[11].
وقال : إنّ الرئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها ، ومن وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه مقته الله ،
ومن دعا إلى نفسه فقال:(أنا رئيسكم )وليس هو كذلك،لم ينظر الله إليه حتّى يرجع عمّـا قال ويتوب إلى الله ممّـا ادّعى[12].
اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي
القسم العربي - تبيان
الهوامش:
[1]الكهف : 28.
[2]البحار 2 : 69.
[3]البحار 2 : 109 ، عن الخصال.
[4]البحار 2 : 107 ، عن علل الشرائع.
[5]الكافي 1 : 46.
[6]الاحتجاج 2 : 263.
[7]كمال الدين : 484.
[8]لقد ذكرت ذلك بالتفصيل في « السرّ في آية الاعتصام » ، فراجع.
[9]ثواب الأعمال : 246.
[10]مكارم الأخلاق : 527.
[11]الغدير 8 : 291.
[12]تحف العقول : 36.
دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان
حقوق الإنسان في نظام الجمهوريه الإسلاميه
انتهاک حقوق الإنسان في معسکر أشرف
الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان