التجليات الهامة للأنوثة البيولوجية والنفسية
يمكن النظر الى وضع المرأة في أي دين أو فكرة أو مجتمع من زاوية تحديد العلاقة بين الأدوار أو التجليات المختلفة للتنوع والتمايز الذي أراده الله بين الرجال والنساء. وحين نتناول هذا في جانب المرأة تستوقفنا الملاحظات التالية:
1- تكون المرأة بالتركيب البيولوجي التشريحي والجيني الخاص بها,وبتجليات هذه البيولوجيا على المستوى النفسي بدينامياته,والمستوى الاجتماعي بحراكه وعلاقاته.وهذا التركيب الخاص وتجلياته يبدوحتمياً ولازماً مقدمة للتكامل الإنساني بين الرجال والنساء على مستوى الكيان الأسري والعمل الاجتماعي والعمران البشري كله.
ومايدور في العالم الغربي بالأساسي حول مفهوم الجنس يتضمن تناولاً محدداً فيما يخص هذه النواحي التي نناقشها هنا,ودون الدخول في استطراد حول المفهوم وتاريخه,والنقاشات التي تدور حوله في الداخل والخارج,نقول: إن الفصل بين البيولوجي من ناحية,والنفسي الاجتماعي من ناحية أخرى هو في ظاهرة مقدمة لإطلاق حرية الاختيار بشأن الهوية الجنسية,فيما هوفي حقيقته مجرد تبرير للخضوع للهوى الفاسد,والرغبة المريضة في التحول عن الجنس المتسق مع التركيب البيولوجي الى مسح تصنعه العقاقير,ومباضع الجراحين,وجلسات العلاج النفسي التبريري الذي يتمرد على مرجعية الإله وقوانينه ليخضع الى مرجعية الهوى,وفي ناحية المرأة فإن هذا النهج يعني تشويهاً أو على الأقل تشويش النظرة الى ماهي الأنوثة؟!
هل هي تركيب بيولوجي يتجلى نفسياً واجتماعياً أم هي رغبة داخلية طارئة,أو شهوة نفسية ينبغي الاستجابة لها بدلاً من علاجها؟!!
2- ومن التجليات الهامة للأنوثة البيولوجية والنفسية تلك المميزة التي تمتاز بها المرأة على الرجل ألا وهي اختلاف المزاج العاطفي أو الاختلاف المزاجي والعاطفي,فالأبحاث النفسية ترصد فارقاً بين نسبة حدوث الاضطرابات المزاجية في الرجال عنها في النساء,والتجربة الحية تؤكد أن المرأة تختلف عن الرجل في مساحة العاطفة سواء على مستوى حرارة هذه العاطفة وتدفقها,اوعلى مستوى صورالتعبير المفضل عنها إرسالاً واستقبالاً.
ومن العجيب أن هذه الوضعية قد أدت الى جدل لم ينحسم بين طرفين أحدهما ذهب يبذل جهداً كبيراً في نفي هذه الحقيقة,وهي ان المرأة ليست اقل من الرجل في عقلها وعقلانيتها,وأن مسألة العاطفة هذه – إن وجدت – ليست سوى نتائج لتربية وتنشئة أسرية واجتماعية معينة,والطرف الآخر رتب على هذا الاختلاف المزاجي والعاطفي تقسيماً صارماً للأدوار الاجتماعية,فالمرأة فرصها محصورة في العمل والتعليم بالمجالات التي تتفق مع طبيعتها,فيمكنها ان تعمل بالتدريس أو التمريض أو التطبيب,اما الاعمال التي تتطلب نشاطاً عقلياً فهي لاتناسبها بالطبيعة!!!
وعلى الرغم من الاختلاف الظاهر بين الطرفين فإن كليهما يرى العاطفة مسبة,أو هي شيء أدنى من العقل,وكأنها عورة يريد بعض ان يتبرأ منها,ويريد آخرون ان ترضى بها النساء قدراً تتحتم الاستجابة له,وتوزيع الأدوار الاجتماعية على أساسه,ووضع المسألة ليس هكذا ابداً.
فالعاطفة ليست ادنى من العقل بل إن الإتجاهات الحديثة في البحث النفسي تقول بأنه لايوجد تفكير ناضج سوي دون مشاعر حارة والعكس.
ومعنى هذا مرة أخرى,أن المرأة واختلافها العاطفي عن الرجل لايعني أبداً أنها أقل منه عقلاً مع مايستتبع هذا من تقسيم أدوار,ولكنها مختلفة عنه في أسلوب إدراكه,وتناولها للأمور,الأمر الذي يؤدي – عند استثماره – أن يكون (عنصر إثراء) لأنشطة المجتمع لا (مقدمة إقصاء) للمرأة منه.
المرأة العاقلة لا تدفع زوجها إلى التهور
فقدان الشريك.. أصعب تجربة تواجهها المراة
الزَوجَة حِينَما تصبحُ أمَّاً
مكانة الأم فى الإسلام
الأم مدرسة الأجيال وصانعة الرجال