سيرة الشاعر محمد حسين شهريار
ولد محمد حسين شهريار سنة 1904م في تبريز، وهو من قرية تسمى (قه يش قورشاغ) المطلة على سفح جبل أشبه ما يكون بتل المسمى (حيدر بابا)، وأصبح هذا الجبل مرتعًا لخياله الخصب بملحمته المسماة باسم الجبل، والقرية تابعة لقضاء (خوش جناب)، و تمثال الشاعر فيه شاهقًا، وابتداءً من قريته هذه (وهي غنية بزراعتها وفقيرة بمنشآتها) أخذ اسم الشاعر حيزًا كبيرًا، ومساحة واسعة في إقليم أذربيجان، ومن قريته إلى تبريز كل شيء معنون باسم شهريار من مدرسة ومستشفى إلى شارع وجامع ومصرف وجامعة ومطار، وفي مدينة تبريز وضواحيها لا يوجد تمثالاً غير تمثال شهريار.
هل كان شهريار واسعًا ومحبوبًا في مدينته؟ فالجواب يدمي القلوب، كما هو لأكثر النوابغ، بأننا نقدر عظماءنا بعد وفاتهم، ولا نفرحهم في حياتهم ولو بمكرمة، أو إقامة نصب، ولو أنه حظي بزيارة السيد خامنئي قبل وفاته بقليل، إلا أنه عاش كئيبًا يعتاش براتبه التقاعدي، ولم يسافر إلى أية دولة، ولو أنه عاش في أسطنبول، أو في باكو لكان محمولاً على الرءوس. نعم إنه كان هكذا إنك لو قارنت داره المتواضعة بقبره الفخم لترى الفرق بينهما كالكوخ والقصر، ومن زهده أنه كان يتهرب من الأضواء، ولا يقبل الإعلاميين لمقابلته، فيقول الشهرة ظلنا، وهي تتبعنا ولا نتبعها، غير أنه أعطى لخياله مساحة واسعة من الإبداع، فعبرعن كل آلامه وآماله وهمومه في العشق وتجاربه في الدنيا في شعره، لأنه عندما أكمل دراسته الإعدادية بدار الفنون في طهران دخل كلية الطب، وفيها أحب فتاة بكل قلبه، واستولت عليه جعلته خافقًا لأجلها، إلا أن أسرتها رفضت تزويجها له لسبب فاقته، أوقعته في أزمة نفسية حادة أدخلته المستشفى، واختل توازنه عقليًا، اضطره أن يترك الكليه التي كان سهلاً عليه إكمالها، ومنال شهادتها. وهذه الحادثة المفجعه أثرت بشكل كبير على حياته، وفجرت طاقاته الإبداعية ليكون شاعرًا من الطراز الأول، ومفخرة على مر العصور، ومجددًا في الشكل والأسلوب، ومبدعًا من صميم الروح بكل ما استطاع من جمال وصدق وخيال وحكمة بمستوى سعدي وحافظ وخيام النيسابوري. يقال إن هذه الانتكاسة في الحب أثرت في شخصيته، فأصبح متشائمًا وروحانيًا مجسمًا بالحزن ومطلقًا دنياه ناعتًا إياها بالكذب والهراء، فيقول: إن دنيانا هذه كذب وهراء يا حيدر بابا... وهي ورثة من سليمان ونوح... أعطتنا ذلاً وقهرًا ومصائب... وكلما أعطتنا أرجعته قسرًا ولم يبق لنا من أفلاطون سوى اسم مجرد.
حياة شهريار مليئة بالذكريات الحزينة من موت اعز اصدقائه و موت حبيبته و ايضا والده و موت اخيه و قيامه بتربية عيال اخيه و الاعتناء بهم … و لكن اشد مصيبة عليه هي فقده لاخر اهله (( والدته )) و هي اخر من بقي من اهله حيث رثاها باحر القصائد، قصائد كانها قصة يتم طفل صغير يبكي لفراق امه و لم يستوعب بعد مسألة الموت ! :
تنها شدي بســــــــــــر !.. (بقيت وحيدا ايها الولد ....)
توفي الشاعر تاركًا وراءه ذخيرة أدبية لا تفنى, تنوّر العقول، وتهدي الأجيال، وهي باقية ببقاء الشمس على وجه الخليقة، عاش في ضمير الناس، ونال تقديرهم.
سيرة الشهيد صياد الشيرازي
صلاة الجماعة في السجن
سيرة الشهيد مصطفي شمران
الشهيد محمد علي رجائي
الشهيد محمد جواد باهنر
آية الله مطهري...القطب الثاني للثورة
مذكرات معاق- الحركة