أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا
رَوى الطبري في تفسيره باسناده عن عطاء بن يسار ، قال : كان بين الوليد [1] و علي عليه السلام كلام ، فقال الوليد : انا أبْسَطُ منك لساناً ، و أحَدُّ منك سَناناً ، و أرَدُّ منك للكتيبه .
فقال علي عليه السلام : " أُسكت فإنك فاسق " .
فأنزل اللّه فيهما : " أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا " ـ الآية ـ ﴿ أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لَّا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنتُم بِهِ تُكَذِّبُونَ ﴾ سورة السجدة 32 .
الهوامش:
[1] هو الوليد بن عقبه بن أبي معيط ، و اسم ابى معيط هو أبان بن أبي عمرو ، و اسم أبي عمرو ذكوان بن أميه بن عبدشمس بن عبد مناف القرشي الأموي ، أما أبوه عقبه بن أبي معيط فكان أشد الناس على رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) في ايذائه من جيرانه ، فقد أخرج ابن سعد بالاسناد من طريق هشام بن عروة عن ابيه عن عائشه قالت : قال رسول اللّه ( صلى الله عليه وآله ) : " كنتُ بين شَرِّ جارين بين ابي لهب و عقبه بن أبي معيط ، ان كانا ليأتيان بالفروث فيطرحانها على بابي ، حتى انهم لياتون ببعض ما يطرحون من الاذى فيطرحونه على بابي .
و لمَّا تولَّى عثمان بن عفان أمر الخلافة عزل سعد بن أبي وقَّاص و نَصَبَ الوليد بن عقبة مكانه والياً على الكوفة سنة خمس و عشرين للهجرة ضمن السياسة التي اتخذها عثمان أيام حكومته من تقريب بني أمية و إطلاق أيديهم في التصَرُّف في بيت المال و عدم مؤاخذتهم بل التستر على أعمالهم و الإغماض عن ما يرتكبونه من الفسق و الفجور .
و من جملة ما كان يرتكبه الوليد أيام ولايته في الكوفة شربه للخمر ، فكان أبو زبيد النصراني يسمر عند الوليد و يشرب معه ، حتى بلغ به الأمر أنه أمَّ الناس في الصلاة و هو سكران !
أيهما أنفع للعبد التسبيح أم الاستغفار؟
سلة الفحم
كيف تتم صناعة الغباء؟
حکمة سالم
يَرجو الآخِرَةَ بِغَيرِ العَمَلِ