السيرة الجهادية الذاتية للسيد عبد العزيز الحكيم (رحمه الله)
إنّا لله و إنّا إليه راجعون
سطور من سيرة حياة الراحل السيد عبد العزيز الحكيم (1950 - 26 / آب أغسطس 2009)
رجل دين و سياسي عراقي هو ابن المرجع السيد محسن الحكيم ، عاش معارضاً لنظام صدام مع أخيه محمد باقر الحكيم ، ترأس المجلس الأعلى الإسلامي ( المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق سابقاً ) الذي إستلم رئاسته بعد استشهاد أخيه ، السيد محمد باقر الحكيم في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة استهدف موكبه بعد خروجه من باب ضريح الإمام علي (ع) في النجف الاشرف ، كما إنه عضو في مجلس النواب العراقي و زعيم الائتلاف العراقي الموحد ، نجله عمار الحكيم أمين عام مؤسسة شهيد المحراب للتبليغ الإسلامي.
هو آخر انجال السيد محسن الحكيم ، و تربى في احضان والده المرجع الكبير ، و تفتح وعيه الديني و الثقافي في ظل مرجعية والده مما اكسبه الشعور بالمسؤولية العالية تجاه قضايا الإسلام و الأمة ، و منذ نعومة اظفاره توجه نحو الدراسة في الحوزة العلمية في النجف الشرف فدرس المقدمات في (مدرسة العلوم الاسلامية ) ، التي أسسها الامام الحكيم في السنين الاخيرة من مرجعيته و التي كان يشرف عليها اخوه شهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم و في مرحلة السطوح تتلمذ على يد مجموعة من الاساتذة الاكفاء في الفقه والاصول كآية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم ، و الشهيد السيد عبد الصاحب الحكيم و السيد محمود الهاشمي ، و كان ذلك في بداية السبعينات من القرن العشرين ، و بعد اكماله لمرحلة السطوح حضر دروس البحث الخارج (فقهاً و اصولاً) لدى الامام الشهيد السيد محمد باقر الصدر عندما شرع بالقاء دروسه في البحث الخارج علناً في مسجد الطوسي ، كما حضر قليلاً لدى المرجع الكبير الامام الخوئي (قدس سره الشريف) ، و كان في هذه المرحلة قد كتب تقرير درس البحث الخارج للسيد الشهيد الصدر ، و مع انشغاله بالعمل الاجتماعي العام و تلقي الدروس الحوزوية بادر الى العمل على تأليف (معجم اصطلاحات الفقه) و عمل عليه لمدة سنة كاملة و شجعه الامام الشهيد الصدر على اكماله ، ولكنه توقف عن ذلك بسبب الظروف الصعبة التي مرّ بها الشهيد الصدر بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران و انتفاضة رجب و تفرغ المترجم له للعمل الاجتماعي و السياسي في مواجهة تلك الظروف ، و عندما بدأ الشهيد الصدر بمشروعه في تنظيم الحوزة العلمية لبناء مشروع المرجعية الموضوعية اختاره ليكون عضواً في اللجنة الخاصة بذلك الى جانب كل من آية الله العظمى الشهيد السيد محمد باقر الحكيم و آية الله العظمى السيد كاظم الحائري ، و آية الله السيد محمود الهاشمي ، و هي لجنة كانت تسمى لجنة (المشورة) في ذلك المشروع و بعد احتجاز الامام الشهيد الصدر تفرغ سماحته تماماً لترتيب علاقة السيد الشهيد بالخارج ، فكان حلقة الوصل بينه و بين الجمهور العراقي ، و تلاميذ السيد الشهيد في العراق و خارج العراق ، و قد تحمل اخطاراً كبيرة هددت حياته في سبيل ذلك ، لكنه استمر في تأمين الاتصال بطرق صعبة للغاية في تلك الظروف الارهابية حتى استشهاد السيد الصدر حيث قرر الهجرة بعد ذلك الى خارج العراق.
شارك في العمل السياسي و التصدي العلني لنظام صدام ، فكان من المؤسسين لحركة جماعة العلماء المجاهدين في العراق ، و عضوا في الهيئة الرئاسية للمجلس الاعلى في اول دورة له ، ثم مسؤولاً للمكتب التنفيذي للمجلس الاعلى في دورته الثالثة ، ثم اصبح عضواً في الشورى المركزية للمجلس الاعلى منذ العام 1986 م ، و حتى انتخابه رئيساً للمجلس الاعلى بعد استشهاد شهيد المحراب في الاول من رجب عام 1424 هـ/ ايلول 2003 .
و في اواسط الثمانينات تبنى ـ الى جانب مهماته و مسؤولياته ـ العمل في مجال حقوق الانسان في العراق ، بعد ان لاحظ وجود فراغ كبير في هذا المجال فأسس " المركز الوثائقي لحقوق الانسان في العراق" ، و هو مركز يعني بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان في العراق من قبل نظام صدام آنذاك ، و قد تطور هذا المركز و توسع حتى اصبح مصدراً رئيسياً لمعلومات لجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة و المقررّ الخاص لحقوق الانسان في العراق و المنظمات الوطنية و الدولية الحكومية و غير الحكومية ، و قد حضر هذا المركز العديد من المؤتمرات الدولية ، و وثق عشرات الآلاف من حالات اختفاء العراقيين داخل العراق ، و طالب بالافراج عن المعتقلين السياسيين و سجناء العقيدة و الرأي و المحجوزين من ابناء المهجرين العراقيين . كما عمل في مجال الاغاثة الانسانية و تقديم الدعم و العون للعراقيين في مخيمات اللاجئين العراقيين في ايران ، و عوائل الشهداء العراقيين في داخل العراق ، و كانت هذه المساعدات تصل الى داخل العراق ايام النظام السابق كان من اكثر المقربين لشهيد المحراب آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ، و كان يثق برأيه و استشارته في الامور السياسية و الجهادية و الاجتماعية ، و كان يتعامل مع أخيه الشهيد تعاملاً يخضع للضوابط الشرعية فهو يعتبره قائداً له ، و ان طاعته واجب شرعي ، قبل ان يتعامل معه كأخ تربطه به روابط الاخوة و الاسرة و الدم ، ترأس العديد من اللجان السياسية و الجهادية في حركة المجلس الاعلى ، و كان شهيد المحراب ينيبه عنه عند غيابه في رئاسة المجلس و في قيادة بدر ثقة منه في كفائته و ادارته و ورعه و تقواه و منذ ان بدأت البوادر الاولى للعمل العسكري الدولي بقيادة امريكا ضد النظام البائد ، كلفه شهيد المحراب بمسؤولية ادارة الملف السياسي لحركة المجلس الاعلى ، فترأس وفد المجلس الاعلى الى واشنطن ، و ادارة العملية السياسية للمجلس الاعلى في اللجنة التحضيرية لمؤتمر لندن 2002 ثم مؤتمر صلاح الدين ، ثم في العملية السياسية بعد سقوط نظام صدام ، حيث بادر بالدخول الى العراق في الايام الاولى بعد سقوط بغداد ، اصبح عضواً في مجلس الحكم ، ثم عضواً في الهيئة القيادية لمجلس الحكم العراقي و ترأس المجلس في دورته لشهر ديسمبر/كانون الاول عام 2003 ، انتخب بالاجماع من قبل اعضاء الشورى المركزية للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي رئيساً للمجلس الاعلى بعد استشهاد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم ، و كان انتخابه في مساء يوم الثلاثاء 5 رجب .