حجج واهية للمتبرِّجات و الرد عليها (3)
الحُجَّة الثامنة : من تحتجُّ بِعَدم التحجُّب بسبب سوء سلوك بعض المتحجبات إن المتحجِّبة بشر تخطئ و تصيب كذلك ، و ليس المقصود من الحجاب هو عصمة صاحبته من الخطأ ، لأن كل ابن آدم خطَّاء ، ما عدا من عَصَمَهم الله تعالى ، و خَيرُ الخَطَّاءين التوابون . و مع ذلك يجب أن ندعو كل متحجِّبة بأن تبتعد عما تقع فيه الكثيرات من الأخطاء ، كالغِيبة ، و النمِيمة ، وغير ذلك ، و أن تجتهد في أنْ يَراها مخلوق إلا حيث أمر الله تعالى ، مع اجتناب نواهيه ، لأن صورتها في الأذهان تختلف كثيراً جداً عن صورة غيرها من المسلمات غير المتحجبات . فنحن لسنا بصدد الدفاع عن أخطاء بعض المتحجبات أو مهاجمتهنَّ ، بل نريد أن نوضح أن نظرتنا للمتحجبة يجب أن تكون نظرة موضوعية ، فلا نظنُّ أنها بتحجبها تكون قد طبقت جميع أوامر الدين ، و أنَّها أصبحت بمنأىً عن الخطأ . و يجب ألا نصدم لأقل بادرة سيئة عن متحجبة ، فنتهم جميع المتحجِّبات بذلك ، أو نرمي جميع أوامر الدين بأنها غير صالحة ، لأن من المتحجبات من قد تخطيء في بعض الأمور . إن الدين في كتاب الله و سُنَّة رسوله و سيرة أهل البيت ( عليهم السلام ) لا سيَّما سيدة النساء ( عليها السلام ) لا في فلانة و فلان ، المعرَّضين للخطأ ليلاً و نهاراً . و إن وجدت في البعض قدوة سيئة ، فإن غيرهُنَّ الكثيرات و الكثيرات ممن يعتبرن قدوة صالحة ، ويا حبَّذا لو تحجبت وكنت قدوة صالحة لغيرك ، بدلاً من أن تتجمدي على معاصيك ، و لاتحاولي تغييرها .
الحُجَّة التاسعة : من تدَّعي أنَّ الحجاب يُعيقها عن العمل أو التعليم نقول هل يعيق النِقاب عن عمل عملية جراحية دقيقة جداً ، و بالأخص في جراحات المُخِّ و العيون ، بالإضافة إلى سائر العمليات الجراحية ، التي تتطلب الدقة و الحذر المتناهي في تنفيذها ؟! ، بالطبع لا ، فكيف إذن تدَّعي المتبرجة أن النقاب يعيقها عن العمل ا، لذي هو أدنى بكثير ، و بمراحل كبيرة من العمليات الجراحية ؟! ، إنَّ الله حرَّم إظهار ماعدا الوجه و الكفين ، إلا لضرورة ملحة : كالخطبة ، أو الشهادة في المحكمة ، أو التداوي ، و في هذه الحالات تكشف عن الجزء المطلوب فقط بدون تبرج .
الحُجَّة العاشرة : من تدَّعي أنَّها لا تطيق الحجاب بِحُجَّة الحرارة أو الصداع إن كنت لا تطيقين الحجاب ، فيا تُرى هل ستطيقين نارَ جهنَّم ؟! ، يقول تعالى : ( قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ) ، ( التوبة : 81 ) . و كذلك من تحتجّ بأنَّها تشعر بالصداع لو غطت وجهها و رأسها ، أقول لها : لاداعي إذن لخروجك و تعرضك للرجال ، أو اصبري على طَاعَة الله ، و نفذي أوامره ، و تذكري قوله تعالى : ( رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا ) ، ( مريم : 65 ) . و كيف لا تصبر هذه على الحجاب ، و هو أمر بسيط بجانب ما كان يلقاه المسلمون الأوائل من ضرٍّ و أذى من المشركين ؟! ، يف بالله لو رأَتْ هذه المتبرِّجة ما رأوه ؟! ، إذن لكفَرَتْ بالله ، و ارتدَّت عن الدين ما دامت لا تصبر على تغطية جسدها حفظاً و إكراماً لها ، أتعصي أمر ربها و أمر رسوله ( صلى الله عليه وآله ) لأجل ثوب أُمِرَت بارتدائه ؟! ، إن التي امتلأ قلبها بِحُبِّ الله و رسوله ، و أهل بيته ( عليهم السلام ) ، و أصرَّت بصدقٍ على اتِّباعهم ، تجد كل ما تلقَّى في سبيل الله هنيئاً ، أفلا تكونين كذلك ؟
الحُجَّة الحادية عشرة : من تتبرَّج لتُغري الشباب بخُطبَتها ، أي : بِهَدَف الزواج منها و لهذه أقول : إنَّك أزريت بنفسك ، و نالك الكثير من الإثم ، بل ارتكبت أمراً من كبائر الذنوب و هو التبرُّج في سبيل هدف قد يتحقق و قد لايتحقق ، فإن تحقَّق فاعلمي ، أن الرجل الذي اختارك زوجة له من أجل تبرُّجك فإنه سرعان ما سيخونك ، أو سيتركك إلى غيرك ليتزوج منها ، أو على أقل تقدير لن تنالي السعادة المنشودة التي تطلبها كل فتاة بالزواج . و ذلك عندما يجد أخريات أجمل منك ، لأنه سيلهث وراءهن حيث أن هدفه طلب الجمال فحسب ، بل إنَّ الأمر سيتفاقم كلما كبرت في السن ، و ذهب جمالك شيئاً فشيئاً بسبب الحمل و الولادة و مسئوليتك البيتية ، التي لا تعتبر أمراً هيناً على الإطلاق .
و عندها سيشعرك أنك لا تساوين شيئاً ، وستذهب نفسك حسرات ، و أنت ترين زوجك يلاحق الأخريات ، لأن من تزوَّج بمتبرجة لا يؤمن جانبه ، كما أنه من المعروف أن المرأة كلما تقدمت في السن زهد فيها الرجال شيئاً فشيئاً ، ولكن الأمر بالعكس بالنسبة للرجل ، إذ أنه يجد في جميع مراحل عمره من ترضى بالزواج منه ، و يكون في غالبية الأحوال قادراً على الإنجاب .
صيانة الكرامة في الحجاب
أخلاقية المرأة بين الإسلام والغرب في فكر الإمام الخميني (قده)
سبع نظريات قيلت في المرأة ورد عليها القرآن
المرأة والعلوم الدينية
مهتديات ومحجبات مسلمات: الحجاب قمة الحرية