• عدد المراجعات :
  • 1969
  • 8/13/2006
  • تاريخ :

ما هو الواجب الاجتماعي؟

ما هو الواجب الاجتماعي؟

أحد المفكرين يقول: الانسان حيوان اجتماعي. وهو يريد بذلك أن علامة الانسان هي العيش مع الجماعة، فإذا توجه إلى الصحراء، وعاش فيها وحيداً بعيداً عن الناس؛ لم يعدّ انساناً. فالحيوان هو الذي يفكر بنفسه أولاده فقط، دون أن يهتم لشأن سائر الحيوانات، فيعمل ويصطاد ويركض هنا وهناك ليملأ بطنه ويسدّ جوعه. أما الانسان فليس كذلك، لا يمكنه أن يعيش وحيداً، فتقاسم الأعمال مع الآخرين، البعض يخيط الملابس، والبعض يدرّس الأولاد، والبعض إذا وقعت الحرب حملوا السلاح للقتال والدفاع عن وطنهم ويعلمون الناس شؤون دينهم، ولكل من هؤلاء مهنته المحددة والمعروفة. فعلى كل انسان أن يعمل ويقدم لمجتمعه ما يحسنه مما ينتفع به الناس والوطن.

ولا يحق لأحد ما أن يقول (

وما علاقتي بذلك) في الأعمال الاجتماعية، فالمجتمع كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمى. وعلى كل فرد في المجتمع أن يهب لدفع الخطر عن المجتمع وأفراده، فعندما يصاب أحد ما بالحمى، ونعلم أن سبب إصابته تلك من تلوث المياه، فعلى شركة المياه أن تقوم بواجبها، وعندما ندلي بأصواتنا لنائب المدينة أو مسؤول البلدية أو عضو الاتحاد والمجالس المحلية علينا أن نختار الشخص المناسب ليؤدي مهامه. هذا هو الواجب الاجتماعي الذي يملي علينا أن نخرج لندلي بصوتنا لرجل شريف صادق مشفق، لتسير الأموال بشكل صحيح، ولا ينبغي أن نقول وما علاقتنا بذلك، فإذا كنت لم تمرض حتى الآن، أو كان في بيتك ماء سالم ولم تمرض بسبب تلوث المياه، فإن إنسانيتك وأخلاقك تدفعك للاهتمام بالآخرين، لأنه إذا اهتم كل انسان بمن حوله وآزرهم؛ فلن يضيق الأمر بأحد، ولن يعاني أحد، بل سيسير الجميع نحو الرقي والسعادة.

 

يقول الحكيم سعدي:

 

بـنـي آدم أعـضـاء لبـعضهم البـعـض
فـقـد خــلـقـوا مـن جـــوهــر واحأــد
إذا اشـتكـى عضو من آفات الزمــان
لــم تــســتــقـر ســائــر الأعــضــاء
فإن كنت غاضياً عن محنة الآخرين
فلست أهلاً أن يقال لك إنسان

 

 

أما إذا كنت مهتماً بشؤون الآخرين، فسيهتم الآخرون بشؤونك، فعندما تهتم بعمران مدينتك وبلدك، فستستفيد منهما لأنك تعيش فيهما. وأيما بلد يهتم كل واحد من أهله بنفسه فقط فسيكون كالصحراء التي تضم ملايين الحيوانات، ذلك لأن الانسان هو الكائن المحب لأقرانه والذي يشاركهم ويخدمهم.

يجب أن تعود جهودك بالفائدة على المجتمع، عندئذ سيعطيك المجتمع أجرك. فالمجتمع كالجسد وأنت وأنا كاليد التي تحمل الطعام لا لتأكله هي، بل لتوصله إلى الفم لينقله إلى البدن، ثم لتستفيد منه جميع أعضاء البدن، وتنال اليد حصتها من خلال البدن.

وعلينا نحن أيضاً أن نعمل من أجل الآخرين، لننال أجر عملنا من الآخرين.

 

زرعوا فأكلنا، فلنزرع ليأكلوا
تــأمـل فـكـلـنـا يـقـدم لـلآخــر

 

د. علي شريعتي


لماذا ينحرف أبناؤنا ؟

كيفية تربية البنات

أين شبابنا

أزمة التفاهم بين الآباء والأبناء

الشباب ووسائل القوة واللياقة البدنية

التربية الدينية والقرآنية للشباب

التربية الجنسية للشباب

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)