الاثار التكوينية على الطفل
وإذا انعقدت النطفة أذن بخلق مخلوق جديد. وهنا تجب أمور كثيرة على الأم بالخصوص؛ لأنها صارت مستودعاً لهذا المخلوق، ولأن الآثار التي ستظهر عليها ستنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل مما يلزم على الأم ما يلي:
أولاً:
أن تضع نصب عينيها أن هذا المولود سيكتب له السعادة أو الشقاء في هذه الفترة؛ فعليها أن تبتعد عن المحرمات بـل والمكروهـات فالله سبحانه وتعالـى يقـول: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا».
فالله عزوجل يقول للوالدين حتى لا تخافا على ذريتكما يجب أن تقيما حدود الله سبحانه وتعالى، وأن تقولا قولاً سديداً؛ فعملكما له انعكاسات على ذريتكما وتظهر هذه الانعكاسات منذ بداية النطفة؛ لأنه كان لها حظ من الموجود المرتبط بالوالدين. وهنا يوجد تعليق للسيد الطباطبائي في معرض تعليقه على هذه الآية الشريفة يقول: «من هذه الآيات أن هذا الانعكاس إنما هو من عمل الإنسان إلى نفسه، إلا أن هناك آيات دالة على أن الأمر أوسع من ذلك وأن عمل الإنسان خيراً أو شراً ربما عاد إليه في ذريته وأعقابه.
قال الله تعالى: « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك». فظاهر الآية أن لصلاح أبيهما دخلاً فيمـا أراده الله ورحمـة بهمـا، وقـال تعالى: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً»، وعلى هذا فأمر انعكاس العمل أوسع وأعم، والنعمة أو المصيبة ربما تحلان بالإنسان بما كسبت يدا شخصه أو أيدي آبائه».
فكما أن تناول دواء من غير استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تشوه الطفل ويكون عندها مشوهاً ـ لا سمح الله ـ فكذلك الإقدام على الأفعال القبيحة والمحرمة ـ والعياذ بالله ـ يؤثر على نفسية الطفل وتشوه روحه فيجعلها غير قابلة للكمالات والاستعدادات الروحية؛ لأن الأفعال لها تجسمات فإن أكل مال اليتيم هو حقيقة عن أكل النار لقوله تعالى: « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا».
والغيبة حقيقة عن أكل لحم أخيه ميتاً؛ فإن هذا الطعام الذي يتغذى عليه الطفل مشوه وله آثار جانبية حتماً ستنعكس هذه الآثار على الطفل.
ففي الرواية عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد خلقنا الإنسان في كبد» يعني منتصباً في بطن أمه مقاديمه إلى مقاديم أمه ومواخيره إلى مواخير أمه، غذاؤه مما تأكل أمه ويشرب مما تشرب تتنسمه تنسيماً .. الخ» .
نقل العلامة المظاهري في كتابه (تربيت فرزند در نظر إسلام) هذه القصة التي حصلت لولد العلامة المجلسي وهو ابن سبع سنوات.
«ذات ليلة وهو في صحن المسجد أخذ يلعب هنا وهناك، فوقع نظره على قربة ممتلئة في فناء المسجد، أخذ إبرة في يده ووضعها في القربة، فصب الماء على الأرض . . . شيئاً فشيئاً وصلت الحادثة إلى مسامع العلامة فأغضبته كيف أن ولده تصرف هذا التصرف ذهب إلى بيته وأخذ يحاسب نفسه، وزوجته عن هذا الفعل فيقول: ما هو الشيء الذي لم أراعيه جيداً؟
الأمور التي قبل انعقاد النطفة عملتها . . والامور التي أثناء انعقاد نطفته عملتها . . من حيث الغذاء كنت مواظباً . وأخذ يحاسب نفسه ويتذكر ممن مورد التقصير ليرجع إليه سر فعل الطفل. فلم يجد حينئذ جواباً. وجه حديثه إلى زوجته وقال لابد أن يكون التقصير تقصيرك . . . فكري جيداً فيما فعلت؟ زوجته قالت : تذكرت . . نعم، إنه تقصيري وقتما كنت حاملاً ذهبت إلى بيت جارتنا لأمر عندي وعندما رجعت كان في مزرعتهم توجد شجرة رمان ولما رأيتها جاء في مخيلي أن الرمان حامض، ولأني كنت حاملاً لدي ميلان إلى الأشياء الحامضة، أخذت رمانة واحدة وفتحتها فوجدتها حلوة غير حامضة ولم أخبر صاحبة المنزل. هذا الذي فعلته».
فانظر يا عزيزي القارىء كيف أن لقمة واحدة وتذوقها ظهر أثرها بعد سبع سنوات!
ولو لا أن العلامة المجلسي كان حريصاً على ذلك لربما زاد الأثر. فما عقوق الوالدين وضربهما والتجني على حقوقهما وحقوق الآخرين إلا نتيجية لمثل هذه الامور.
لذا عليك أيتها الأم العزيزة أن تراعي هذه الجوانب، وتعطيها من الأهمية ما يلزم، أن تكوني في حالة حذر وحرص من الأمور المحرمة والأكل المحرم. أما الأكل المشتبه به يجب أن يسمي عليه الله سبحانه وتعالى، وأن يدعو أن يرفع عنه آثاره السلبية مع دفع الصدقة في ذلك حتى ترفع الآثار إن شاء الله.
الأمر الثاني:
يجب أن تأخذ المرأة على عاتقها مضاعفة الأمور المستحبة، وعدم ترك الواجب لأي عذر من الأعذار، ولتقوي علاقتها بالله سبحانه وتعالى؛ فلتكن على طهارة دائماً لأن الله سبحانه وتعالى يحب المتطهرين. قال تعالى: « يحب التوابين ويحب المتطهرين» فإن البقاء على الطهارة ليس بالأمر الصعب ولا بشاق بل هو أمر سهل يسير. فإذا أحبك الله فإنه سيكافئك برحمته ونظره إليك؛ فإن نظر الله إليك ظهرت عليك الإشراقات الربانية مما تنعكس هذه الأنوار على الجنين فيكون سعيداً في بطن أمه.
ومن الأمور التي لها أثر واضح هو قراءة القرآن، ويكفيك أن تعلم أن السيد محمد حسين الطباطبائي علم الهدى هذا الطفل المعجزة ما خرج بهذه الصورة إلا ببركة أن والديه يومياً يقرءان جزءاً من القرآن؛ فكانت هكذا حالتهما منذ بداية زواجهما حتى الآن فكافأهما الله بهذا الولد الذي يعد معجزة في قرننا هذا، زاده الله توفيقاً إلى توفيقاته.
فكما أن القرآن دافع إلى المزيد من التوفيقات والإفاضات كذلك رافع للأمور السيئة والآثار القبيحة في نفس الطفل ولوالديه. قال الله تعالى: « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما».
حدثني أحد المشايخ اللبنانيين (حفظه الله) أن زوجته كانت حاملاً فذهب بصحبتها إلى طبيبة للكشف على وضع الجنين . . فلما كشف عليها قالت لهما الطبيبة: إن الجنين سيولد مشوهاً؛ لأنه توجد على الجنين جرثومة من شأنها أن تخلف تشوهاً فيه.
فتلقيا الخبر بحالة يرثى لها . . فما كان من أمه إلا أن أخذت بقراءة القرآن وبالخصوص سورة يوسف؛ ليخرج جميلاً معافى وسورة مريم؛ ليكون عفيفا مع توسلاتها بأهل البيت رضوان الله عليهم. وبحمد الله بدل الله خوفها أمنا. فخرج الولد جميلاً معافى من كل سوء، ومن كل تشوه؛ فقد رأيته بأم عيني كذلك.
ومن لطيف ما يذكر أني تشرفت بزيارة الإمام الرضا عليه السلام فرأيت مولاي الشيخ بهجت (روحي فداه) هناك وكنت بصحبته لما خرج من الحرم المطهر، فالتفت إلي وقال: أامر أهلك بأن تكثر من قراءة القرآن؛ فإنه يؤثر في روحية الطفل وأمرها أيضاً أن تشرب ماء زمزم مع قليل من التربة الحسينية.
فسألته: هل قراءة سورة يوسف تؤثر في جمال الطفل وسورة مريم في عفافه؟
فأجاب بقوله: خذ من القرآن ما شئت لما شئت؛ فقراءة القرآن للعفاف والتقوى وللجمال وما أشبه ذلك.
والخلاصة : فكل أمر من شأنه أن يقرب إلى الله يجب أن يعمل ويكون في نيته طلب التوفيق للجنين.
الأمر الثالث:
كثرة الدعاء للولد وفي هذه الفترة يستحب أن يدعو الزوجان ـ وبالخصوص الزوج ـ أن يرزقه الله الولد الصالح، وأن يطلب من الله نوع الولد ذكراً كان أو أنثى ، وليكن ذلك ما قبل الشهر الرابع من الحمل وفي أثنائه بالخصوص؛ فإنه يحدد كونه ذكراً أو أنثى في الشهر الرابع على بعض الروايات من قبل الله.
فعن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ (آية الكرسي) وليضرب على جنبها وليقل (اللهم إني قد سميته محمداً) ، فإن الله عزوجل يجعله غلاماً. فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه، وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه».
وهناك روايات أخرى تحث على الدعاء في أي وقت، ومن غير تحديد للشهور الأربعة الأولى بل حتى مع خروج الجنين من الرحم يستحب الدعاء أثناء ذلك.
عن محمد عمرو بن سعيد عن أبيه قال: «كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي، فقال: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته. فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود أدع ولو بشق الصفاء.
فقلت : وأي شيء الصفاء؟
قال: ما يخرج مع الولد فإن الله عزوجل يفعل ما يشاء».
الاثار التكوينية على الطفل
وإذا انعقدت النطفة أذن بخلق مخلوق جديد. وهنا تجب أمور كثيرة على الأم بالخصوص؛ لأنها صارت مستودعاً لهذا المخلوق، ولأن الآثار التي ستظهر عليها ستنعكس سلباً أو إيجاباً على الطفل مما يلزم على الأم ما يلي:
أولاً: أن تضع نصب عينيها أن هذا المولود سيكتب له السعادة أو الشقاء في هذه الفترة؛ فعليها أن تبتعد عن المحرمات بـل والمكروهـات فالله سبحانه وتعالـى يقـول: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافا خافوا عليهم فليتقوا الله وليقولوا قولا سديدا».
فالله عزوجل يقول للوالدين حتى لا تخافا على ذريتكما يجب أن تقيما حدود الله سبحانه وتعالى، وأن تقولا قولاً سديداً؛ فعملكما له انعكاسات على ذريتكما وتظهر هذه الانعكاسات منذ بداية النطفة؛ لأنه كان لها حظ من الموجود المرتبط بالوالدين. وهنا يوجد تعليق للسيد الطباطبائي في معرض تعليقه على هذه الآية الشريفة يقول: «من هذه الآيات أن هذا الانعكاس إنما هو من عمل الإنسان إلى نفسه، إلا أن هناك آيات دالة على أن الأمر أوسع من ذلك وأن عمل الإنسان خيراً أو شراً ربما عاد إليه في ذريته وأعقابه.
قال الله تعالى: « وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحاً فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك». فظاهر الآية أن لصلاح أبيهما دخلاً فيمـا أراده الله ورحمـة بهمـا، وقـال تعالى: « وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً»، وعلى هذا فأمر انعكاس العمل أوسع وأعم، والنعمة أو المصيبة ربما تحلان بالإنسان بما كسبت يدا شخصه أو أيدي آبائه».
فكما أن تناول دواء من غير استشارة الطبيب قد يؤدي إلى تشوه الطفل ويكون عندها مشوهاً ـ لا سمح الله ـ فكذلك الإقدام على الأفعال القبيحة والمحرمة ـ والعياذ بالله ـ يؤثر على نفسية الطفل وتشوه روحه فيجعلها غير قابلة للكمالات والاستعدادات الروحية؛ لأن الأفعال لها تجسمات فإن أكل مال اليتيم هو حقيقة عن أكل النار لقوله تعالى: « إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم نارا».
والغيبة حقيقة عن أكل لحم أخيه ميتاً؛ فإن هذا الطعام الذي يتغذى عليه الطفل مشوه وله آثار جانبية حتماً ستنعكس هذه الآثار على الطفل.
ففي الرواية عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه : « لقد خلقنا الإنسان في كبد» يعني منتصباً في بطن أمه مقاديمه إلى مقاديم أمه ومواخيره إلى مواخير أمه، غذاؤه مما تأكل أمه ويشرب مما تشرب تتنسمه تنسيماً .. الخ» .
نقل العلامة المظاهري في كتابه (تربيت فرزند در نظر إسلام) هذه القصة التي حصلت لولد العلامة المجلسي وهو ابن سبع سنوات.
«ذات ليلة وهو في صحن المسجد أخذ يلعب هنا وهناك، فوقع نظره على قربة ممتلئة في فناء المسجد، أخذ إبرة في يده ووضعها في القربة، فصب الماء على الأرض . . . شيئاً فشيئاً وصلت الحادثة إلى مسامع العلامة فأغضبته كيف أن ولده تصرف هذا التصرف ذهب إلى بيته وأخذ يحاسب نفسه، وزوجته عن هذا الفعل فيقول: ما هو الشيء الذي لم أراعيه جيداً؟
الأمور التي قبل انعقاد النطفة عملتها . . والامور التي أثناء انعقاد نطفته عملتها . . من حيث الغذاء كنت مواظباً . وأخذ يحاسب نفسه ويتذكر ممن مورد التقصير ليرجع إليه سر فعل الطفل. فلم يجد حينئذ جواباً. وجه حديثه إلى زوجته وقال لابد أن يكون التقصير تقصيرك . . . فكري جيداً فيما فعلت؟ زوجته قالت : تذكرت . . نعم، إنه تقصيري وقتما كنت حاملاً ذهبت إلى بيت جارتنا لأمر عندي وعندما رجعت كان في مزرعتهم توجد شجرة رمان ولما رأيتها جاء في مخيلي أن الرمان حامض، ولأني كنت حاملاً لدي ميلان إلى الأشياء الحامضة، أخذت رمانة واحدة وفتحتها فوجدتها حلوة غير حامضة ولم أخبر صاحبة المنزل. هذا الذي فعلته».
فانظر يا عزيزي القارىء كيف أن لقمة واحدة وتذوقها ظهر أثرها بعد سبع سنوات!
ولو لا أن العلامة المجلسي كان حريصاً على ذلك لربما زاد الأثر. فما عقوق الوالدين وضربهما والتجني على حقوقهما وحقوق الآخرين إلا نتيجية لمثل هذه الامور.
لذا عليك أيتها الأم العزيزة أن تراعي هذه الجوانب، وتعطيها من الأهمية ما يلزم، أن تكوني في حالة حذر وحرص من الأمور المحرمة والأكل المحرم. أما الأكل المشتبه به يجب أن يسمي عليه الله سبحانه وتعالى، وأن يدعو أن يرفع عنه آثاره السلبية مع دفع الصدقة في ذلك حتى ترفع الآثار إن شاء الله.
الأمر الثاني: يجب أن تأخذ المرأة على عاتقها مضاعفة الأمور المستحبة، وعدم ترك الواجب لأي عذر من الأعذار، ولتقوي علاقتها بالله سبحانه وتعالى؛ فلتكن على طهارة دائماً لأن الله سبحانه وتعالى يحب المتطهرين. قال تعالى: « يحب التوابين ويحب المتطهرين» فإن البقاء على الطهارة ليس بالأمر الصعب ولا بشاق بل هو أمر سهل يسير. فإذا أحبك الله فإنه سيكافئك برحمته ونظره إليك؛ فإن نظر الله إليك ظهرت عليك الإشراقات الربانية مما تنعكس هذه الأنوار على الجنين فيكون سعيداً في بطن أمه.
ومن الأمور التي لها أثر واضح هو قراءة القرآن، ويكفيك أن تعلم أن السيد محمد حسين الطباطبائي علم الهدى هذا الطفل المعجزة ما خرج بهذه الصورة إلا ببركة أن والديه يومياً يقرءان جزءاً من القرآن؛ فكانت هكذا حالتهما منذ بداية زواجهما حتى الآن فكافأهما الله بهذا الولد الذي يعد معجزة في قرننا هذا، زاده الله توفيقاً إلى توفيقاته.
فكما أن القرآن دافع إلى المزيد من التوفيقات والإفاضات كذلك رافع للأمور السيئة والآثار القبيحة في نفس الطفل ولوالديه. قال الله تعالى: « إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحاً فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفوراً رحيما».
حدثني أحد المشايخ اللبنانيين (حفظه الله) أن زوجته كانت حاملاً فذهب بصحبتها إلى طبيبة للكشف على وضع الجنين . . فلما كشف عليها قالت لهما الطبيبة: إن الجنين سيولد مشوهاً؛ لأنه توجد على الجنين جرثومة من شأنها أن تخلف تشوهاً فيه.
فتلقيا الخبر بحالة يرثى لها . . فما كان من أمه إلا أن أخذت بقراءة القرآن وبالخصوص سورة يوسف؛ ليخرج جميلاً معافى وسورة مريم؛ ليكون عفيفا مع توسلاتها بأهل البيت رضوان الله عليهم. وبحمد الله بدل الله خوفها أمنا. فخرج الولد جميلاً معافى من كل سوء، ومن كل تشوه؛ فقد رأيته بأم عيني كذلك.
ومن لطيف ما يذكر أني تشرفت بزيارة الإمام الرضا عليه السلام فرأيت مولاي الشيخ بهجت (روحي فداه) هناك وكنت بصحبته لما خرج من الحرم المطهر، فالتفت إلي وقال: أامر أهلك بأن تكثر من قراءة القرآن؛ فإنه يؤثر في روحية الطفل وأمرها أيضاً أن تشرب ماء زمزم مع قليل من التربة الحسينية.
فسألته: هل قراءة سورة يوسف تؤثر في جمال الطفل وسورة مريم في عفافه؟
فأجاب بقوله: خذ من القرآن ما شئت لما شئت؛ فقراءة القرآن للعفاف والتقوى وللجمال وما أشبه ذلك.
والخلاصة : فكل أمر من شأنه أن يقرب إلى الله يجب أن يعمل ويكون في نيته طلب التوفيق للجنين.
الأمر الثالث: كثرة الدعاء للولد وفي هذه الفترة يستحب أن يدعو الزوجان ـ وبالخصوص الزوج ـ أن يرزقه الله الولد الصالح، وأن يطلب من الله نوع الولد ذكراً كان أو أنثى ، وليكن ذلك ما قبل الشهر الرابع من الحمل وفي أثنائه بالخصوص؛ فإنه يحدد كونه ذكراً أو أنثى في الشهر الرابع على بعض الروايات من قبل الله.
فعن أبي عبدالله عليه السلام قال: «إذا كان بامرأة أحدكم حمل وأتى عليها أربعة أشهر فليستقبل بها القبلة وليقرأ (آية الكرسي) وليضرب على جنبها وليقل (اللهم إني قد سميته محمداً) ، فإن الله عزوجل يجعله غلاماً. فإن وفي بالاسم بارك الله له فيه، وإن رجع عن الاسم كان لله فيه الخيار إن شاء أخذه وإن شاء تركه».
وهناك روايات أخرى تحث على الدعاء في أي وقت، ومن غير تحديد للشهور الأربعة الأولى بل حتى مع خروج الجنين من الرحم يستحب الدعاء أثناء ذلك.
عن محمد عمرو بن سعيد عن أبيه قال: «كنت عند أبي عبدالله عليه السلام حيث دخل عليه داود الرقي، فقال: جعلت فداك إن الناس يقولون إذا مضى للحمل ستة أشهر فقد فرغ الله من خلقته. فقال أبو الحسن عليه السلام: يا داود أدع ولو بشق الصفاء.
فقلت : وأي شيء الصفاء؟
قال: ما يخرج مع الولد فإن الله عزوجل يفعل ما يشاء».
محاذير مؤثرة علي شخصية الطفل قبل الولادة العوامل المؤثرة على شخصية الطفل قبل واثناء الولادة
الطفل في عامه الأول
كيف تنمي طموح طفلك
التشوهات الخلقية
تاثير حالة الام علي الجنين
الأم وصناعة الشخصية