هل أنت معرض للإصابة بالضغط النفسي؟
تختلف نظرة الناس الى التغيرات او التقلبات التي تطرأ على الحياة او الى العوامل التي تسبب الضغط النفسي. وترتبط ردة فعلهم بالثقافة التي تلقوها ومستواهم العلمي والظروف المحيطة بالحدث الذي سبب الضغط النفسي. فمن المحتمل جداً ان نتخطى ظرفاً ضاغطاً بشكل أفضل من غيرنا.
فالبعض مزود بقدرة داخلية كبيرة على المقاومة والتحمل، مما يتيح لهم ان يحافظوا على رباطة جأشهم لفترة أطول حتى لو زادت الأمور سوءاً. وبصرف النظر عن القدرة على التحمل والتكيف مع المتغيرات، من الجدير بالذكر أننا حين نولد، تولد معنا استعدادات نفسية خاصة بنا.
فمن لديه أطفال أو يعيش مع عائلة متعددة الأفراد، يستطيع ان يؤكد الاختلاف التام بين هؤلاء الأطفال منذ ولادتهم. فثمة أطفال يبقون هادئين وينامون الليل بطوله بدون اثارة المتاعب. فيما يكون آخرون شديدي الهياج يرفضون النوم بسهولة. ومنهم من يلعبون وحدهم في زاويتهم المفضلة، بينما لا يلعب الآخرون إلا إذا جالسهم احد ما ليلهو معهم.
الشخص القلق
يميل الإنسان القلق إلى ممارسة مهن لا تتطلب كفاءة معينة. لذلك تراه يمل بسرعة وسرعان ما يشعر بالقهر. إلا أنه حين يحتل مركزاً يتحمل فيه مسؤوليات كثيرة، ينوء حالاً تحت ثقل أعباء العمل المتزايد فيتهم الآخرين بالتقصير. لا يثق هذا النوع من الأشخاص بقدراته، حتى لو حاولنا ان نطمئنه. وهو يتردد في التعبير عن انزعاجه، وغالباً ما يعجز عن الرفض حين نخضعه لحمل ثقيل من المتطلبات. ومرد هذا الضعف وخشية الدفاع عن النفس، إلى مفهوم خاطئ لمعنى الواجب اكتسبه في طفولته ومن طريقة تربيته،
الشخص الميال إلى الكمال
ان الصعوبة التي يواجهها حين يريد التكيف مع المتغيرات وعجزه عن الخروج من دائرة الروتين المفرغة التي رسمها لنفسه، يمكن ان يسببا له الضغط النفسي. انه يعطي اهمية كبرى للتفاصيل، ما يجعله يرمي نفسه في احضان النفسي. يجدر به ان يميز الأولويات بشكل افضل، والا يولي المسائل غير الهامة اهمية لا تستحقها، وهذا يجعله يكسب بعض الوقت. يرغب الميال الي الكمال بأن تكون الاشياء في الاماكن المحددة لها،
وان تتم الاعمال في المهلة المحددة لها ايضاً. فللروتين اهمية كبرى بنظره، ولكل تفصيل حساب ولا مجال للخطأ. فقد يعيد كتابة نص تافه لمجرد خطأ طباعي واحد أو كلمة ناقصة انه يستمر في هذه الطريقة الدقيقة في معالجة الأعمال الجارية، ما دام العلم ثابتاً وخالياً من المفاجآت. غالباً ما يكون عاملاً كادحاً جديراً بالثقة. لكنه غير مسلح لمواجهة التغيرات المفاجئة او التصرف بحكمة في الحالات الطارئة.
الشخص المجازف
يعتبر المجازف ان المخاطر التي يواجهها في اعماله المتهورة، تشكل ضغطاً نفسياً مفيداً ويسعى وراءها. يطارد فكرة فرص النجاح ويبتعد عن الاعمال المملة. يميل الى الافراط بالشراب والتدخين. ان هذه الشخصية، التي تسعى الى المغامرة، تتأثر غالباً بمعدل الادرينالين المرتفع الذي يرافق كل عمل متهور. يتمتع المجازف بالشجاعة والاقدام، ومن الممكن ان يلمع في الأعمال التي يقوم بها.
إلا أنه يفتقر الى القدرة على الانتباه. فما ان يمر الانفعال الآني، حتى ينتقل الى مشروع آخر. لا يعير اهمية للتفاصيل، تاركاً لغيره مسؤولية القيام بالأعمال الأقل مستوى، بينما يتهم هو ما يهمه فقط. من ميزات المجازف انه يختار المهن التي تعد فيها المخاطر بكسب جيد، سواء على الصعيد المادي ام المعنوي، كالحصول على الاحترام.
الشخص الطموح
يخضع الطموح لضغط جسدي وفكري دائم، في اطار محاولاته الدؤوبة للسيطرةعلى الأمور كافة وعلى المحيطين به كلهم. وهو يعجز عن معرفة الوقت الذي يبلغ فيه اقصى حدود امكانياته، فيعاني غالباً من ارتفاع ضغط الدم. انه معرض ايضاً للاصابة بأمراض القلب والشرايين التاجية والقرحة وتصلب الشرايين.
يخصص الطموح كامل طاقته لعمله، ويعمل بشكل قاس وعدائي. لا وقت لديه للتمتع بالحياة الاجتماعية او لممارسة هواية ما. انه يعيش ويفكر ويحلم بعمله فحسب. لا يعتمد على احد لمساعدته، وينتقد نفسه والآخرين بقسوة. غالباً ما ينفد صبره ويغضب، عندما يواجه ما يعيقه. من المستحيل ان تراه جالساً لا يفعل شيئاً