• عدد المراجعات :
  • 14346
  • 6/18/2006
  • تاريخ :

و ما تحت الثرى معجزة علمية

وما تحت الثرى معجزة علمية

ماذا تحت الثرى ، حتى يقسم الله العلي العظيم به ، و يفرد له قسماً خاصاً بقوله( و ما تحت الثرى ) ، و يقرنه بما في السموات و الأرض و ما بينهما ؟

هذه الآية من آيات الاعجاز العلمي في القرآن الكريم ، التي يجب على كل متخصص يتصل تخصصه بها ، أن يدرسها ، و يبين أوجه الاعجاز فيها . و في مجال تخصصي في مجال علمىْ النبات و الكائنات الحية الدقيقة ، فإننا نرى  أن حياة الانسان و الكائنات الحية الأرضية  ، تتوقف على ما تحت الثرى.

فماذا نرى تحت الثرى ؟

نرى تحت الثرى الملايين من البكتيريا ، التي تقوم بإتمام دورات الحياة المرتبطة بالتربة ، و ملايين الفطريات المفتته للصخور و المحلله للبقايا الحيوانية و النباتية ، و ملايينالاكتينوميسيتات المخصبة للتربة و المنظمة لمحتواها الميكروبي ، و عشرات الطحالب المخصبة للتربة ، و الفيروسات المنظمة لأعداد الكائنات الحية الأخرى في التربة ، و نرى الحيوانات الأولية ، و الديدانالنيماتودية المقلبة و المهوية للتربة ، و نرى الحبوب و البذور و السيقان الأرضية و الجذور الدرنية ، و غير ذلك من سكان الأرض الحية والقاحلة و الغدقة  و الجافة.

و بالدراسة و البحث و العد العلمي ، وجد أن ( 69.8%) من الكائنات الحية الدقيقة في التربة

بكتيريا هوائية ( Aerobic bacteria ) و (13 %) فطريات (Fungi , 13% ) ، اكتينوميسيتات ( Actinomycetes) ، و الباقي (0.2%) كائنات حية أخرى مثل الطحالب ، و الطلائعيات (Protestaوالفيروسات ) ، و هذا ما ناقشناه ببعض التفصيل الذي يسمح به المقام  في  ما يلي :

بالنسبة للبكتيريا (Bacteria) :

تحتوي التربة على أعداد كبيرة من  البكتيريا المستوطنه ( Indigenousautochthonous  ) ، و غير المستوطنه أو الدخيله( Invadders allochthonous  ) ، و تعيش البكتيريا المستوطنه بصفة طبيعية و دائمة في التربة ، حيث تنمو ، و تتكاثر ، و تموت بانتظام وفق منحنى نمو البكتيريا المعروف ، و تساهم بفاعلية كبيرة في الأنشطة الكيموحيوية في التربة ، و ما يرتبط بها من عمليات فوق الثرى و تحت الثرى.

أما  البكتيريا غير المستوطنه أو الدخيله ، فهي تصل إلى التربة مع الأمطار و المجاري الصحية ، و مخلفات الانسان و الحيوان و النبات ، و هي لا تشارك بطريقة فاعلة و دائمة و منظمة في العمليات الكيموحيوية في التربة ، بل قد تعيق العمليات الحيوية و الكيماوية في التربة .  و تقوم البكتيريا المستوطنة بتخصيب التربة بعملياتها الحيوية خاصة بعد إضافة المواد العضوية للتربة ، و لذلك تزداد أعدادها مع توفير المواد العضوية ، و تقل بعد نفاذها . و يصل وزن الخلايا البكتيرية الحية الطازجة و النشطة من (300) إلى (400) كيلوجرام في الهكتار الواحد ، و هي بذلك تمثل ( من 1-40% ) من وزن التربة الحية.

و إذا أردنا تحويل هذا الوزن إلى أعداد للأجناس البكتيرية ، لتعذر الأمر علينا تماماً لضخامة العدد ، من هنا كان قسم الله سبحانه و تعالى بما تحت الثرى من المعجزات العلمية و الحقائق الخفية في التربة .

و من الأجناس البكتيرية المستوطنة للتربة : Agrobacterium , PseugomonusBacillus , Clostridium , Acinetobacter , Micrococcus , Caulobacter , Striptoccus Staphylococcus. , Mycobacterium ,  Myxobacteria.

و تشارك البكتيريا بدور رئيس في عمليات تدفق الطاقة في الأرض ، و إتمام دورات : النيتروجين ، و الكربون ، و الفسفور ،  و الكبريت ، و غيرها من دورات الحياة المرتبطة بالتربة .

ففي  دورة تدفق الطاقة (Energy flow) تقوم البكتيريا ، و غيرها من الكائنات الحية في التربة بتحليل بقايا الكائنات الحية في التربة ، و تحرير ثاني اكسيد الكربون المحتبس فيها ، و إطلاقه في الهواء الجوي لتغذية دورة الكربون ، و عمليات البناء الضوئي ، و تثبيته مرة أخرى في المركبات العضوية الكربونية الكربوهيدراتية و الدهنية و البروتينية المحملة بالطاقة الكيميائية الناتجة من تثبيت الطاقة الشمسية بواسطة اليخضور (Chlorophyll) و البناء الضوئي (Photosynthesis).

أما في دورة النيتروجين ، فتقوم البكتيريا بدور رئيس و فعال في تشغيل الدورة و إمدادها بالنيتروحين ، و تثبيته ، و تحريره .

فالبكتيريا تقوم بتحليل المكونات البروتينية الحيوانية و النباتية و البشرية ، و غيرها في التربة لانتاجالأمونياNH3(Amonia )و تحريرها في الجو . و تقوم بكتيريا النترجه ( Nitrifingbacteria ) بعمليات النترجه لانتاج النيتريت ( (Nitrates(NO3) في التربة . كما تقوم بكتيريا نزع النيتروجين (Denitrifingbacteria ) بتحرير النيتروجين ، و نزعه من مركباته ليصعد في الغلاف الجوي .

و تقوم البكتيريا المثبتهللنيتروجين (Nitrogen fixing bacteria ) بتثبيت النيتروجين الجوي ، فيالعقد البكتيرية (Bacterial  nodes) في جذور بعض النباتات خاصة البقولية منها .

و إذا غاب هذا الدور الحيوي للبكتيريا في تفعيل ، و تشغيل دورات النيتروجين توقفت الحياة تماماً ، و ماتت التربة ، و احتبست العناصر النيتروجينية في مركباتها ، و نفذت من الحياة .

وما تحت الثرى معجزة علمية

أما الاكتينوميسيتات (Actinomycetes ) مثل الأجناس : Thermononospora    ,   MicropolysporeaMicrobispora  ,  Pseudonocardi ، و التي تحلل الأنسجة النباتية و الحيوانية ، و تكون الدبال بتحليل المواد العضوية إلى مركباتها و عناصرها الأصلية . و تتميز بقيامها بهذا الدور التحليلي في الأراضي القاحلة في المناطق الحارة ، كما تقوم بتحليل الأسمدة الخضراء و الأسمدة العضوية و أكوام السماد البلدي . و وجود الأكتينوميسيتات في التربة يؤدي إلى التوازن الميكروبي بما تفرزه من إنزيمات محلله ، ومضادات للحيوية قاتلة لخلايا الفطريات و البكتيريا ، و هي بذلك تقوم بعملية فرم و هرس و تحليل للمركبات العضوية المعقدة في التربة.

الفطريات

و تأتي الفطريات بعد ذلك ، و هي الكائنات الحية غير الذاتية التغذية ، التي وهبها الله سبحانه و تعالى ، أقوى جهاز إنزيمي في الكائنات الحية ، تحلل به المواد العضوية كلها ، و تنتج الأحماض العضوية المفتته للصخور.

و بالدراسة ؛ و البحث وجد أن كل جرام واحد من التربة يحتوي من (10) إلى (100) متر من الخيوط الفطرية ، أي ما يعادل من (500) إلى (5000) كيلوجرام فطر في كل هكتار من سطح التربة . و يؤثر محتوى رطوبة التربة على انتشار الفطريات ، و عملها بالتربة مثلها مثل جميع الكائنات الحية ، لذلك ينخفض نشاطها بانخفاض درجة الرطوبة ، و يؤدي التحسن في مستوى الرطوبة  إلى زيادة أعداد الفطريات ، و مع ذلك فإن بعض هذه الفطريات يعمل في الظروف شبه الجافة .  و تنتشر الفطريات بأعداد كبيرة في الطبقة السطحية للأرض الزراعية ، و توجد أكبر كثافة عددية لها في أراضي المراعي . و تحتفظ الفطريات بأعدادها الكبيرة في طبقات ما تحت التربة إلى عمق ، يصل لأكثر من متر حسب المادة العضوية في التربة.

و توجد  الخمائر (Yeasts) ( و هي فطريات وحيدة الخلية ) بأعداد تصل من (200) إلى (100.000 ) خلية في الهكتار ،  و هي تنتشر في الأماكن الباردة و المراعي و الحقول المنزرعة . و تقوم الفطريات بتحليلالسليلوز (Cellulose) ، و نصف السليلوز (Hemicellulose) و البكتين (Pectine) و النشا (Starch) و اللجنين (Legneine) ، و تقوم بتحويل البقايا النباتية و الحيوانيةإلى دبالHumus  . و تتكافل بعض الفطريات مع بعض جذور الأشجار الكبرى مكونة شبكة كبرى من الخيوط الماصة ، التي تساعد النبات على امتصاص الماء و النمو و التكاثر ، و تسمى هذه بالجذر فطريات (Mycorrhiza) . كما توجد خيوط عيش الغراب ( Muschroom) و الأجسام الثمرية (Ascocarp) للكمأه (Truffles)ب اجناسها المختلفة و منها ،Tuber  Terminia,Terfezva(9)بأنواعها المتباينة

الطحالب:

 وبخصوص  الطحالب (Algae) ، فإتها تنتشر في كل الأراضي تقريبا ، و تتميز الطحالب باعتمادها في تغذيتها على التغذية الضوئية الذاتية(Photoautotrophs)لوجود اليخضور في خلاياها.

ويلزم لمعيشة الطحالب ذاتيا في التربة توفر الماء والنتروجين والبوتاسيوم والفوسفور , والكبريت والحديد وكميات قليلة جداً من العناصر النادرة , وتحصل هذه الطحالب على الكربون اللازم لها للبناء الضوئي منثاني اكسيد الكربون (CO2)الحيوي وكربونات التربة  كما تحصل من الضوء الساقط عليها على الطاقة اللازمة لها .

 وبعض الطحالب يمكنها استخدام النيتروجين الجزئي, وتقوم بعض الطحالبالخضراء المزرقة (Bluegreen algae)والديوتومات (Diatoms)الموجوده في التربة بأكسدة المواد العضوية في التربة.

وتقوم الطحالب في التربة بعملية البناء الضوئي , وانتاج المواد العضوية وتثبيت النيتروجين مما يزيد من خصوبة التربة , وبعضها يتكافل مع الفطريات في الأشن(Lichens)لتفتيت الصخور, وإمداد التربة بالمزيد من المعادن الصخرية المفتته والكربون(7).

وبذلك تصبح الطحالب من أهم الكائنات المسئولة عن زيادة نسبة المحتوى الكربوني في التربة التي نعيش فيها , وذلك بتثبيت ثاني أكسيد الكربون الجوي بعملية البناء الضوئي .

الفيروسات:

وتحتوي التربة على العديد من الفيروساتملتقمة البكتيريا (Bacteriophage)القادرة على التطفل على الخلايا البكتيريهفي العقد الجذرية (Rhizobium), كما تهاجمالفيروسات خيوط (Hypha)عيش الغراب (Maschroom)والطحالب الخضراء المزرقة (Blue green algae)وبذلك تحافظ على الاتزان الميكروبي في التربة.

وقد أثبتت نتائج الأراضي البكر والزراعية في كل القارات الأرضية وجود الأولياتالبروتوزوا (Protozoa)بأعداد وفيره , وبأجناس وأنواع مختلفة يتراوح عددها بين (10.000) إلى (300.000) خلية حيوانية لكل كيلوجرام من التربة.

ومع ذلك فإن البروتوزوا لاتمثل إلا نسبة صغيرة من مجتمع الحيوانات التي تعيش تحت الثرى.

كما تتراوح أعداد كل منالسوطيات (Mastigophora)  والأميباما بين (3000) إلى (200.000) في البيئات المناسبة الخالية من المعوقات , في حين لايتعدى أعدادالهدبيات(Ciliophora)أكثر من (1000) خلية لكل كيلوجرام تربة. وتقوم البروتوزوا بتنظيم حجم المجتمع البكتيري في التربة بالتغذي عليها.

وتحتوي التربة على ديدان الأرض والحشرات والنيماتودا وذوات الألف رجل , وفي كل (10) متر مكعب من التربة يوجد (200) ألف حشرة , (100) ألف نوع من العثة , (25) ألف حيوان صغير أي ما يعادل وزن بقرتين كاملتين(8) , كما يوجد النمل , والجرذان,  والفئران ,  والأرانب , والثعالب ,  واليرابيع   وغيرها من الحيوانات تحت الأرض.

ولكل نبات منالنباتات البذرية (Spermatophyta)مجموعة من الكائنات الحية الدقيقة (والحشرات والحيوانات الأخرى)  تعيش في محيطه الجذري(Rizosphere)تسمى بالكائنات الجذر محيطه(Microsphere).

ويوجد تحت الثرى كل مايغطيه الزراع من بذور وحبوب وسيقان وجذور ومراحل انباتها المختلفة.

كما توجد تحت الثرى ثمارنبات الفول السودانيArachishypogeaeوكورمات (Cormes) نبات القلقاسColacaciaantiquorumوجذور الجزرDaucuscarrotaواللفتBrassicarapaوالبنجرBetavulgarisوالبطاطاIpomoeabatatasوالفجلRafanussativus , وبصلات (Bulbes) البصلAlliumcapaوالثومAlliumsativaوالكراثporrum  Allium وريزومات الزنجبيلZingiber Officinalesوالجنسنج (Ginseng) وممصات (Haustoria) الهالوكOrobancheودرنات نبات الدالياDahliarootsوالجذور الدرنية لنبات الأسبرجسAsparagusوما لانعلم من الدرنات , والسيقان , والكورومات , والبصلات والبصيلات الأرضية النامية في الهند والصين وباقي دول آسيا , وأفريقيا والأمريكيتين, وفي البحيرات, وكل ما نعلمه ومالانعلمه في عالم تخصصنا وغير تخصصنا من نبات وحيوان وكائنات حية دقيقة وجماد لذلك قال تعالى: (له ما في السموات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ) طه 5 .

والآن ماذا سوف يحدث لو غاب ما تحت الثرى ؟!

لوغابت البكتيريا ، والاكتينوميسيات ، والفطريات، والطحالب، والجذور النباتية من تحت الثرى توقفت دورات النتروجين ، والكربون، والفوسفور ، والكبريت وماتت الأرض وتصحرت ومات النبات, واختفت الحياة تماماً من على الأرض ، فلا حياة بدون ما تحت الثرى.

كما أنه لاحياة على الأرض بلا ماء ونبات, فالماء والنبات والكائنات الحية الدقيقة وضوء الشمس والهواء الجوي هي المخلوقات التي جعل الله منها كل شيء حي على الآرض.

وعلى المريخ والقمر توجد الأشعة الشمسية والعوامل الفيزيائية والتربة ولكن لايوجد النبات والكائنات الحية الدقيقة, ولذلك غابت الحياة هناك , وحتى لو وجدوا الماء دون النبات والكائنات الحية الدقيقة فلاحياة هناك, فسبحان من خلق وأبدع وملك ما تحت الثرى , وما في السموات وما في الأرض وما بينهما وسخر كل ذلك لخدمتنا من دون حول لنا ولاقوة.


القرآن يتجلى في تكوين القمر  

مصير الشمس على ضوء القرآن

علم البحار والبرزخ .. بين البحر العذب والمالح

القرآن يتجلى في تكوين المياه

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)