• عدد المراجعات :
  • 817
  • 1/26/2011
  • تاريخ :

هل هناك من علاقة بين عقائد الشيعة الإمامية وعقائد الغلاة ؟

الورد

إن وصف الإمام بالعصمة والأعلمية والأفضلية لا يعني الا انهم عباد الله المخلصين الذين شملتهم عناية الله ، وبما ان الله تعالى يعرف عباده أفضل من غيره اختارهم ليكونوا خلفاء يهدون بأمر الله ، وفي الوقت نفسه فانهم عباد الله المكرمون الذين لا يعصونه وينصاعون لأوامره .

وعلى ذلك فان من يغالي في حقهم ويخرج عن الحد في وصفهم فقد ضلّ عن سواء السبيل . وطبقاً لما تقدم فان المغالين ليسوا من الشيعة ، وان نسبوا أنفسهم للشيعة . وقد حذر أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) أتباعهم من الإفراط والتفريط والغلو .

ومن هنا فان الفرق المنقرضة نحو : الخطابية ، والمغيرية ، وغيرهما من الفرق المغالية في الحقيقة والواقع ليست من الشيعة . وان نسبوا أنفسهم للشيعة . إن حديث أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في التعريف بأئمة أهل البيت ( عليه السلام ) يفي بهذا الخصوص حيث قال : « لا يقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الأمة أحد ، ولا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا ، هم أساس الدين ، وعماد اليقين ، إليهم يفئ الغالي ، وبهم يلحق التالي ، ولهم خصائص حق الولاية ، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذ رجع الحق إلى أهله ، ونقل إلى منتقله » [1] .

وبالإضافة الى ذلك فان للإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) دعاء يبين فيه مكانة وموقف أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) قبال الغلاة ، وقد جاء في الدعاء : « اللهم إني أبرأ إليك من الحول والقوة ، فلا حول ولا قوة إلا بك . اللهم إني أبرأ إليك من الذين ادعوا لنا ما ليس لنا بحق . اللهم إني أبرأ إليك من الذين قالوا فينا ما لم نقله في أنفسنا . اللهم لك الخلق ومنك الأمر ، وإياك نعبد وإياك نستعين . اللهم أنت خالقنا وخالق آبائنا الأولين وآبائنا الآخرين . اللهم لا تليق الربوبية إلا بك ، ولا تصلح الإلهية إلا لك ، فالعن النصارى الذين صغروا عظمتك ، والعن المضاهين لقولهم من بريتك . اللهم إنا عبيدك وأبناء عبيدك ، لا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا . اللهم من زعم أننا أرباب فنحن إليك منه براء ، ومن زعم أن إلينا الخلق وعلينا الرزق فنحن إليك منه براء كبراءة عيسى ( عليه السلام ) من النصارى . اللهم إنا لم ندعهم إلى ما يزعمون ، فلا تؤاخذنا بما يقولون واغفر لنا ما يزعمون . ﴿ ... رَّبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا ﴾ [2] ﴿ إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا ﴾ [3] » [4] [5] .

آية الله العظمى الشيخ مكارم الشيرازي دامت بركاته

-------------------------------------------------------------

الهوامش:

[1] نهج البلاغة ، الخطبة 2 ( لا يقاس بآل محمد ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الأمة احد . . . ) .

[2] القران الكريم : سورة نوح ( 71 ) ، الآية : 26 ، الصفحة : 571 .

[3] القران الكريم : سورة نوح ( 71 ) ، الآية : 27 ، الصفحة : 571 .

[4] بحار الأنوار : ج 25 ، ص 343 .

[5] نشرت هذه الإجابة على الموقع الرسمي لسماحة آية الله الشيخ مكارم الشيرازي .


أساس الإسلام حب أهل البيت عليهم السلام

مصادر الفكر الوهابي

الوهابية ومؤسسها

 

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)